أعجز من أن تحموا «إسرائيل» أو تمنعوا تحرير عروس الشمال السوري...!
محمد صادق الحسيني
كل المؤشرات والقرائن والأخبار المتاحة لدى العارفين ببواطن الأمور تفيد بأن لا أحد يجرؤ من معسكر العدو أن يطلق شرارة الحرب لا على إيران ولا على أي طرف من أطراف محور المقاومة بتاتاً، بل أنهم جميعاً يرتعبون حتى من التفكير بما قد ينتج عن مثل هذه الخطوة الحمقاء لو وقعت على سبيل الخطأ!!
فلماذا الكذب والتدجيل وإثارة الضجيج حول اجتماعات دولية أو إقليمية في إحدى دول الرجعية العربية في هذه اللحظة التاريخية بالذات؟
نقول لمن لا يعرف ولأولئك المجتمعين في الكويت، والذين يطلقون على أنفسهم تسمية «رؤساء أركان جيوش عربية» إنكم لستم كذلك على الإطلاق، بل إنكم قادة مجاميع عسكرية مهزومة تلتقي بناء على أمر عمليات من قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال جوزيف دانفورد، الذي لم يكلف نفسه حضور الاجتماع شخصياً وذلك لأن اجتماعكم لا قيمة له، على عكس ما تنشره وسائل الإعلام الخليجية الرجعية والعميلة والتي تردّد خبراً أنكم اجتمعتم لبحث» أمر إقليمي» !
وحقيقة الأمر أنه قد تمّ استدعاؤكم لمقابلة ضباط من القيادة المركزية الأميركية، وأنتم لا تعلمون شيئاً عن سبب الاستدعاء، فهرولتم سريعاً إلى الكويت حيث تم إبلاغكم بأنّ عليكم تقديم العون، بكلّ إشكاله، للجيش «الإسرائيلي» إذا طلب منكم ذلك!
ودائماً ستأتيكم الأوامر من القيادة المركزية الأميركية في الدوحة!
وهل تعلمون ما هو سبب جلبكم إلى الكويت على وجه السرعة؟!
إنّ السبب في ذلك ليست إدلب كما قد يتبادر إلى ذهن البعض ولا العملية العسكرية المقرر تنفيذها، من قبل قوات حلف المقاومة هناك بدعم جوي روسي، في تلك المحافظة السورية، لأنكم أصغر من أن يكون لكم دور بحجم مواجهة قوات حلف المقاومة سواء في إدلب أو في غيرها!
إن سبب جلبكم إلى الكويت هو الرعب الذي يعيشه زميلكم، ومن تتهافتون على إجراء مناورات وتدريبات مشتركة مع جيشه، إنه الرعب الذي يسيطر على رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، ايزينكوت ومستوطنيه!
علماً أنكم بالتأكيد لستم على علم بذلك، لأنكم تعيشون غيبوبة المال والأعمال وليس جهوزية الدفاع عن بلدانكم وكرامة مواطنيها.
وهل تريدون معرفة حجم الرعب الذي يعتري الكيان «الإسرائيلي» الذي تعتقدون أنه يمكن أن يشكل مظلة حماية لكم، طبعاً من أعداء وهميّين، لا وجود لهم إلا في عقول العملاء والخونة العاجزين عن اتخاذ موقف رجولي واحد!؟
إنّ سبب جلبكم إلى الكويت هو أنّ جيش زميلكم ايزينكوت يتدرّب حالياً على صدّ هجوم قوات حلف المقاومة ليس فقط في الجليل الفلسطيني وإنما في الضفة الغربية أيضاً!
هل تعرفون كم هي المسافة الفاصلة بين مدينة جنين شمال الضفة وبين بلدة الكوية على الحدود السورية الفلسطينية الأردنية في ريف درعا الغربي!؟
طبعاً لا تعرفون ذلك.
إنها يا أعجاز النخل الخاوية لا تزيد عن 52 كيلومتراً. أيّ «مقرط العصا» كما يُقال في فلسطين أو شمرة عصا كما يُقال في بلادكم!
إنّ جيش الاحتلال، وحسب تصريحات كبار ضباطه ومعهم كبار المحللين العسكريين الإسرائيليين، يخشون من مفاجأة قوات حلف المقاومة لهم وتنفيذ عملية خاطفة، يتمّ خلالها تحييد سلاح الجو «الإسرائيلي» بالكامل باستخدام الوسائط المناسبة، يسيطرون من خلالها على مساحات واسعة من الشمال والشمال الشرقي الفلسطيني، لربطه بكلّ من سورية ولبنان، وما لذلك من تبعات استراتيجية، على وجود الكيان «الإسرائيلي» نفسه وليس على جيشه فقط.
هل فهمتم لماذا تمّ جلبكم!؟
لأنّ مظلتكم، الجيش «الإسرائيلي»، عاجز عن حماية كيانه، مما اضطره للطلب من آمر القاعدة العسكرية الاستعمارية في فلسطين الجالس في البيت الأبيض، أيّ «إسرائيل» أن يصدر لكم أمر وجوب تقديم العون له عند الضرورة واتخاذ الإجراءات الضرورية لذلك في بلدانكم.
إذن فهي ليست إدلب، عروس شمال غرب سورية، التي تنتظر لحظة إعلان فرحتها بالنصر القريب جداً وتحرّرها من عبودية أسر المحتلين وأذنابهم هناك وفِي الإقليم.
إنّ إدلب عصية عليكم وعلى كلّ أذناب وخدم الأميركيين، بمن فيهم العثماني الجديد الذي يواصل الاحتيال واللعب على الحبال.
فليست مسرحيته الكاذبة التي أعلن عنها اليوم، حول اعتقال أجهزة استخباراته لشخص في اللاذقية، متهم بتنفيذ تفجيرات الريحاني التي ذهب ضحيتها 53 بريئاً ومئات الجرحى الآخرين، سوى استكمال لأعماله القذرة في خدمة أسياده الأميركيين والصهاينة.
فبعد أن أفشلت الحكومتان الروسية والسورية مسرحية الكيماوي في إدلب، بكشف كافة خطوات تحضيرها وبالتفصيل، عمد هذا المضلل الكاذب، أردوغان، إلى رفد أسياده بحجة جديدة لاستخدامها ضدّ سورية، في محاولة لتعطيل أو تأخير تحرير إدلب.
إذ إنّ الأوساط الأردوغانية التركية تقوم بنشر معلومات كاذبة ومضللة، مفادها أنّ هذا الشخص «المعتقل» والذين يقولون إنّ اسمه يوسف نازك، قد نفذ هذه العملية الإجرامية بتعليمات من المخابرات السورية…!!
إنّ تحرير إدلب وأريافها، كما أرياف حلب الغربية والجنوبية الغربية، آتٍ لا محالة رغم أنوفكم جميعاً، من أميركيين وصهاينة وعثمانيين وأذناب محليين من عملاء الاستعمار الرجعيين.
كما أنّ ذلك سيكون المقدّمة لاستكمال هزيمة قوات الاحتلال الأميركي والتركي لشمال شرق سورية ولشمالها.
لا مكان لأيّ احتلال لا لأرض سورية، أياً كانت تلك الأرض، ولا لأرض فلسطين التاريخية، التي هي حجر الرحى والتي ستدور فيها أمّ المعارك التي ستقضي على الوجود الأميركي الصهيوني في فلسطين والعالم أجمع مرة وإلى الأبد مفسحة المجال لنشوء نظام عالمي جديد يرتكز إلى القانون الدولي والتعاون البناء بين شعوب العالم.
يد الله فوق أيديكم وأيدي ايزنكوت وأسياده الأميركيين.
بعدنا طيبين قولوا الله…
جريدة البناء اللبنانية
أضيف بتاريخ :2018/09/13