هل يحضر بشار الأسد قمة تونس في مارس 2019؟
د. شهاب المكاحله
يبدو أنَ هناك مزاجاً عاماً بين الدول العربية مع تحفُظ البعض منها لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية في العام 2019 تمهيداً لدعوة الرئيس السوري بشار الأسد لحضور القمة العربية التي ستعقد في 31 مارس 2019 في تونس بعد تجميد عضوية سوريا في الجامعة منذ اندلاع أعمال العنف فيها في العام 2011.
أولى تلك الإشارات جاءت من عَمَان حين صرَح العاهل الأردني جلالة الملك عبدالله الثاني في لقاء مع عدد من الصحفيين في 23 ديسمبر 2018 بأن علاقة بلاده مع سوريا ستعود إلى ما كانت عليه قبل 2011.
وقال الملك: “علاقاتنا ستعود مع سوريا كما كانت من قبل، نتمنى لسوريا كل الخير إن شاء الله”. والإشارة الثانية كانت بالزيارة التي قام بها وفد برلماني أردني رفيع المستوى إلى سوريا ولقائه مع الرئيس السوري الذي بدوره نقل رسالة تقدير للأردن وحمَل الوفد رسالة إلى العاهل الأردني من الأسد مفادها أنه يتطلع إلى الأمام في علاقته مع الملك عبدالله الثاني ومع الأردن لا إلى الخلف.
أما الإشارة الثالثة، فتمثلت بزيارة الرئيس السوداني لدمشق قبل أيام على متن طائرة روسية ولقائه بالرئيس السوري حاملاً رسائل من دول عربية بطي صفحة الماضي تمهيداً لإعادة الاعمار في سوريا. أما الإشارة الرابعة فكانت تصريح دولة الإمارات العربية المتحدة عن فتح سفارتها في دمشق يوم 27 من ديسمبر 2018. ومن المتوقع أن تعيد عدد من الدول العربية فتح سفاراتها في سوريا مع بدايات العام المقبل.
ويبدو أن هناك إجماعاً بين الدول الأعضاء في الجامعة العربية البالغ عددها 22 دولة على ضرورة إعادة سوريا إلى الجامعة، على الرغم من الضغط الغربي على عدد من العواصم لتأجيل هذا القرار للحصول على المزيد من المكاسب السياسية من دمشق فيما يتعلق بلجان الدستور السوري لعدم التوافق على كافة الأسماء المطروحة.
يبدو أن كسب وُدَ دمشق والرغبة في إعادتها إلى حضن الجامعة العربية نوعٌ من التكتيك الآني لسحب البساط من تحت إيران مع رغبة مُلحَةٍ من بعض الدول في أن تكون تلك الخطوة استراتيجية لما فيها من منافع سياسة واقتصادية لسوريا ولباقي الدول العربية وخصوصاً فيما يتعلق بإعادة الإعمار التي من المرجح أن تصل إلى 450 مليار دولار.
أما الإشارة الخامسة فتكمن في تصريحات الحبيب الصيد، المبعوث الخاص للرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، يوم 24 ديسمير2018 أثناء زيارته للجزائر ولقائه برئيس محلس الأمة الجزائري عبدالقادر بن صالح. فقد صرَح المبعوث التونسي أن رسالة الرئيس التونسي إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة “تندرج في إطار المشاورات بين البلدين تمهيداً للقمة العربية المقرر عقدها في تونس في 31 مارس. إن التشاور الثنائي بين البلدين أساسي ومهم” ، مضيفاً أن بلاده “تأخذ بعين الاعتبار آراء ومقترحات الجزائر فيما يتعلق بإعداد وتنظيم القمة العربية المقبلة”. كل ذلك وسط تسريبات جزائرية بضرورة دعوة الرئيس الأسد في لقاء القمة العربي القادم.
وفي ذات السياق، أكدت مصادر تونسية أنه تمت توجيه دعوات حالياً فقط لدولتين هما المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لحضور القمة. لعل العام 2019 هو عام الحسم في سوريا عسكرياً وسياسياً وعام الإعمار وإعادة الاستقرار لربوعها وسط زحام عربي على بوابات دمشق.
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2018/12/30