«إسرائيل» نحو موتها أو التغيير ونتن ياهو خارج التغطية بقرار أميركيّ
محمد صادق الحسيني
شلل تامّ يعمّ الجبهة الداخلية الاسرائيلية، والحياة السياسية التقليدية تخرج من سيطرة قادة الكيان، والأمور تتجه فيه الى المجهول واللجام بات بيد الولايات المتحدة الأميركية تماماً!
فبعد أيام متتالية من المظاهرات والاحتجاجات والنقمة العارمة في الشارع «الإسرائيلي» ضدّ حكومة تل أبيب القيصرية الولادة.. فإنّ الأخبار المتواترة من داخل الكيان الصهيونيّ تفيد بأنّ حكومة نتن ياهو تتجه نحو التآكل والانحدار وآيلة الى فقدان توازنها بشكل كبير جداً، وذلك بعد فشلها في كل المجالات…
وقد جاءت آخر نتيجة استطلاع للرأي العام الإسرائيلي أجراه معهد «إسرائيل» للديموقراطية صادمة لنتن ياهو. حيث تقول النتيجة إنّ 5,29 % فقط من الاسرائيليين يعتقدون انّ نتن ياهو قادر على حلّ مشكلة كورونا. ببنما يعتقد 40 % منهم أنّ نفتالي بينت أقدر على ذلك.
كما جاء على موقع «جيروساليم بوست» الالكتروني…
في هذه الأثناء فقد تناقلت أوساط إسرائيلية ما سمّته بالتداعيات الخطيرة لوباء كورونا على «الدولة والمجتمع الإسرائيليين»، وعزت ذلك إلى العلائم والتقارير التالية:
« ـ إنّ ثلث عديد الجيش، بكلّ صنوف قواته، وكذلك الأجهزة الأمنية وشبه العسكرية الأخرى، في كلّ أنحاء الكيان، مصابون بفيروس كورونا… مما أدّى إلى استدعاء الاحتياط، وهذا أمر لا يحصل عادة إلا في الحروب…!
ـ انّ الاصابات بين الجمهور أعلى بكثير جداً من المعلن عنه، والوضع الصحي يشارف على الانهيار والأمور خارجة عن السيطرة.
ـ انّ موجة كورونا الحاليّة التي تتعرّض لها البلاد بشكل متسارع، سببها فيروس كوفيد 19 الذي يختلف عن ذلك الذي انتشر في فصل الشتاء. هذا الفايروس أشدّ فتكاً وأسرع انتشاراً بما لا يُقاس من الفايروس السابق.
ـ يجزم العلماء والخبراء انّ موجة جديدة، أشد فتكاً وانتشاراً بين الجمهور، ستبدأ في شهر 10/2020. وقد تسبّب انهياراً شاملاً في كافة قطاعات الخدمات في جميع أنحاء الكيان.
وعليه تخطّط الجهات المعنية لتطبيق إغلاق كامل وشامل ووقف تامّ للحركة، اعتباراً من بداية انتشار موجة الخريف. وهي تعمل على اتخاذ الإجراءات الضرورية لمواجهة هذا الوضع الكارثي، سواء على صعيد المدنيين او الأجهزة العسكرية والمدنية.
وفِي هذا الإطار تمّ تكليف أجهزة أمن الدولة العليا بقرار سرّي بطرح عطاءات لشراء ما يلزم، من كلّ المواد بلا استثناء، سواء للقطاعات المدنية او العسكرية، لتغطية حاجة هذه القطاعات لمدة ستة أشهر على الأقلّ (اعتباراً من شهر 10/2020). وقد بدأ، من صدر لهم الأمر بذلك، بالتنفيذ الفوري، حيث يقومون بإجراء الاتصالات والإجراءات اللازمة لعقد الصفقات الضرورية، لتأمين كلّ ما هو مطلوب، على الصعيدين العسكري والمدني.
الاتصالات تشمل العديد من الدول، ومنها دول عربية سيكون دورها لوجستياً ومالياً (ومنها الإمارات والسعودية)، وفي قارات العالم كلها. خاصةً الولايات المتحدة وروسيا والصين والبرازيل والأرجنتين والمكسيك.
ويظهر للمتابعين في كلّ ما يجري في فلسطين المحتلة على مستوى الجبهة الداخلية بأنّ ظاهرة الانهيارات الاقتصادية والسياسية في «اسرائيل» بسبب تصاعد انتشار وباء كورونا مستمرة وبشكل خطير حتى باتت ترعب الرأي العام هناك…
ويستدلّون على ذلك بعدد من الظاهرات غير الاعتيادية أهمّها ما يلي :
جاء في تقييم، نشره مركز ابحاث / آي في سي ( IVC researce center ) الاسرائيلي، على موقع صحيفة «ذي تايمز أوف إسرائيل» يوم 15/7/2020، أن شركات الصناعات الالكترونية الدقيقة في «اسرائيل» قد فقدت 60 % من قيمتها، في النصف الاول من العام الحالي، وذلك بسبب تداعيات انتشار وباء كورونا، على أسواق البورصة وعلى ارتفاع عدد العاطلين عن العمل، الذي وصل الى أكثر من مليون شخص، وهو ما يعادل 25% من القوى العاملة.
يقوم مجلس قادة المستوطنين، في الضفة الغربية، بشنّ حملةٍ سياسية واسعةٍ على نتن ياهو، بسبب تقاعسه عن تنفيذ قرار ضمّ أجزاء من الضفة وخضوعه لأوامر واشنطن في هذا الشأن. هذا حسب ما افاد به الناطق باسم الكنيست الاسرائيلية، ياريڤ ليفين Yariv Levin، لموقع «ذي تايمز أوف إسرائيل» الإلكتروني أمس.
في الوقت نفسه قال ياريف ليفين رئيس الكنيست الاسرائيلي لراديو الجيش الاسرائيلي إنه، ومن خلال محادثات خاصة (مع مسؤولين أميركيين)، ان واشنطن لا تعير ايّ اهتمام لخطط الضمّ الإسرائيلية حالياً وان نتنياهو لن يتحرك في هذا الاتجاه من دون ضوء أخضر أميركي.
واضاف ليفين ان اهتمامات الإدارة الأميركية تتركز على مواضيع مختلفة تماماً وانها (الإدارة) تصمّ آذانها عندما يطرح موضوع الضمّ، وذلك ليس فقط بسبب انتشار كورونا وتداعيات ذلك على الولايات المتحدة… (يقصد الصين أيضاً – المترجم).
ولانّ الرعب سيد الموقف فقد اضطر سلاح الجو الإسرائيلي الى وقف قائد إحدى طائراته، من طراز F 35 عن الطيران أمس 15/7/2020 ، وذلك عندما قام، عند الساعة العاشرة صباحاً هذا الطيار وخلال التدريب باختراق حاجز الصوت، في تصرف فردي غير مسموح به في منطقة عمليات هذه الطائرة، التي كانت تنفذ طيراناً بيضاوياً، فوق الجزء الشمالي من مدينة حيفا وسهل مرج بن عامر، الذي يصل الى مدينة جنين شمال الضفة الغربية. وقد أدى تجاوز السرعة المسموح بها في تلك المنطقة الى حدوث ما يشبه سلسلة انفجارات متتالية مما أشاع الخوف والهلع الشديدين بين السكان ظناً منهم أن المنطقة تتعرّض لهجوم صاروخي.
وفي سياق المزيد من الخوف على مستقبل الكيان فقد صرح موشي يعالون رئيس أركان ووزير حرب سابق في مؤتمر افتراضي لصحيفة وموقع إسرائيلي اسمه: كالكوليست Calculistقائلاً:
«انّ دولة إسرائيل تسير نحو موتها انْ لم تغيّر الاتجاه…».
ويعالون هذا هو صاحب تيار اسرائيلي جديد تمّ الإعلان عنه في آذار 2020 بعد أن انشقّ هو ويائير لابيد عن حزب أزرق أبيض..
وهو يستعدّ كما أعلن في هذا المؤتمر الافتراضي لزيارة واشنطن في نهاية السنة الحالية بعد أن قال أيضاً:
«إنّ موضوع ضمّ الضفة وصفقة القرن باتا خارج دائرة التنفيذ بطلب أميركي، وان كل ما يتعلق بمستقبل «إسرائيل» قد خرج نهائياً من يد نتن ياهو بعد أن فشل بكلّ شيء، وإن ترامب شخصياً هو من يقرّر الآن الخطوات المستقبلية في كل السياسات الخارجية الاسرائيلية..!»
وقد وصف البعض يعالون هذا بأنه الجوكر الأميركي المقبل الذي يمكن ان يتصدّر المشهد الاسرائيلي في انتخابات الكنيست التي يستعدّ لها من الآن كل زعماء تيارات وأحزاب الكيان في ظلّ توقعهم للسقوط المدوّي لحكومة الفاشل نتنياهو كما بدأوا يسمّونه…!
والله غالب على أمره.
بعدنا طيّبين قولوا الله…
جريدة البناء اللبنانية
أضيف بتاريخ :2020/07/16