زمن التطبيع
عبدالوهاب جابر جمال ..
بعد سنوات من محاولة دول الاستكبار تحويل بوصلة عداء الأمة الإسلامية وإبعادها عن عدوها الحقيقي “الكيان الصهيوني الغاصب” ، من خلال استخدامها لعدة وسائل نجحت وللأسف في بعضها وأصبحت نتائجها ملموسة يستشعرها الجميع .
فتارة أشغلونا بحروب جانبية (في سوريا و اليمن و العراق وليبيا وغيرها) استنزفت طاقتنا ومالنا وتفكيرنا وسلاحنا (فيما بيننا) فنسينا أن عدونا الحقيقي يتربص بنا الدوائر ويطور قدراته بانتظار اللحظة المناسبة لمهاجمتنا.
وتارة أخرى نشطوا وأبدعوا بتشويه صورة حركات المقاومة الشريفة التي نذرت وجودها للدفاع عن الأمة في مواجهة للكيان الغاصب “إسرائيل” ومشاريعه في فلسطين ولبنان ووصفها زوراً وبهتاناً بأنها ميلشيات وحركات طائفية تتبع دول خارجية وتعمل لمصالحها الخاصة بعد أن كانت هذه الحركات محل إجماع وإعجاب الشعوب .
بالإضافة إلى مخططهم الأخطر وهو تنفيذ مشروعهم الفتنوي “فرق تسد” من خلال اللعب على وتر الطائفية وإشعاله في أمتنا لنتفنن بقتل بعضنا البعض و ننتظر أي دولة خارجية لتنقذنا وتخلصنا من الطرف الأخر ليكونوا هم المنقذين الذين لا نستطيع أن نعيش بدونهم لخوفنا من الطائفة الثانية وهكذا .
ومن خلال تبني هذه المشاريع التدميرية من قبل فئات واسعة من المغفلين من أبناء أمتنا وبغطاء من بعض أنظمتنا ، نجح العدو بهدفه ونسي الشارع عدوه الحقيقي وبات يتقبل أي فكرة للتقرب من الكيان الصهيوني لأنه لم يعد العدو الأساسي لنا ، وأصبحنا حقاً نعيش في زمن التطبيع مع الكيان الصهيوني وللأسف .
وهذا فعلاً ما شهدناه جميعاً في الأيام السابقة من خلال هرولة عدد من البلدان “لعاصمة” الكيان الصهيوني لالتقاط صورة مع قادة هذا الكيان الإرهابي و التوقيع على معاهدات وإعلان التطبيع وإقامة مؤتمرات صحفية لإعلان ذلك دون استنكار حقيقي من الشعوب .
فتركيا بعد أن استغفلت الكثيرين برفع شعار نصرة غزه والوقوف مع حركات المقاومة نراها تضع يدها بيد العدو وتعلن إنهاء مقاطعتها له والبدء بالتطبيع معه لأسباب وحجج واهية ، وتلتها مصر حيث عادة العلاقات بينها وبين الكيان الصهيوني وتم قبل أيام إعلان اسم السفير “الإسرائيلي” الجديد في مصر .
هذان الحدثان بالإضافة إلى ذهاب وفود شعبية للقدس المحتلة بحجة زيارة المسجد الأقصى المبارك (والتي تعتبر اعتراف ضمني بالاحتلال حيث يجبر القانون هناك أخذ موافقة رسمية منه) وحسب المتابعين تعتبر خطوات أولية للتطبيع العربي والإسلامي الشامل مع العدو الصهيوني ، خصوصاً بعد أن شاهد الجميع عدم المبالاة و عدم وجود ردات فعل شعبية ورسمية حقيقية تستنكر هذه المواقف المخزية .
وأن لم ترى الأنظمة والحكومات أي تحرك نتحرك منا كشعوب غيورة ضد هذه المؤامرات والخطوات التطبيعية سنرى قريباً سفارات للعدو الصهيوني في بلداننا بحجج واهية وحينها لم نستطيع تغيير الواقع المرير .
أضيف بتاريخ :2016/07/15