مطار الأحساء.. والرحلات المطلوبة
خليل الفزيع ..
الأحساء بمدنها الكبيرة وقراها الكثيرة.. لا تزال تعاني من مشكلة قصور الأداء في مطارها الغائب عن ذاكرة التنمية، رغم كثافة السكان فيها وكثرة الوافدين إليها من الأخوة العرب والأصدقاء الأجانب الذين تكاد تغص بهم الأحساء لوفرة العمل في مزارعها ومصانعها ومشاريعها المختلفة، ورغم التطور الذي بدأت ملامحه تظهر في الأحساء، فقد ظل مطارها يحبو كالسلحفاة، رغم أهميته التي دفعت شركات طيران عربية تستعين به في بعض رحلاتها إلى مصر ودبي، ومع ذلك فلا يزال هذا المطار بصالة واحدة تستخدم للرحلات الداخلية والخارجية، مما يعني ضرورة الإسراع في إضافة صالة أخرى، لتكون واحدة للرحلات الداخلية والثانية للرحلات الخارجية، تسهيلا لإجراءات المغادرة والقدوم في هذا المطار كما هو الحال في المطارات الأخرى.
وبادئ ذي بدء لا بد من تقديم الشكر لكل العاملين في هذا المطار؛ لجهودهم التي يثني عليها الجميع، والتي تعبر في مجملها عن كرم الضيافة، وحسن الاستقبال، والحرص على لطف المعاملة في خدمة المسافرين والقادمين بروح عالية من المسئولية وأداء الواجب كأحسن ما يكون الأداء، ولا شك أنهم يرغبون - كما نرغب - أن يكون هذا المطار أفضل مما هو عليه، ليصبح مفخرة لهم ولأهل الأحساء جميعا.
والشكوى في هذا المطار أساسها قلة الرحلات الداخلية لبعض المدن، وانعدامها لمدن أخرى هامة، وعلى سبيل المثال فإن رحلات الرياض متوقفة حاليا رغم أهمية هذه الرحلات باعتبار الرياض محطة انطلاق للرحلات الدولية، فالفائدة منها لا تقتصر على من يريد زيارة الرياض فقط، ولكن الفائدة تكمن في الرحلات الدولية، ومطار الرياض الدولي هو همزة وصل مع الرحلات الدولية المختلفة، والمهم هنا هو اختيار الوقت المناسب لرحلات الرياض من مطار الأحساء بما يتناسب مع أوقات الرحلات الدولية من مطار الرياض، حتى لا تطول فترة الانتظار في مطار الرياض سواء للمغادرين أو القادمين، ثم إنه لا القطار ولا السيارات يمكن أن تغني عن الرحلات الجوية إلى الرياض لخطورة الطريق البري من ناحية ولاختصار الوقت من ناحية أخرى.
هناك أيضا الحاجة لرحلات يومية إلى جدة، وهي رحلات تفرضها ضرورة الواقع، فما أكثر المسافرين إلى جدة للحج في الموسم، أو للعمرة طوال أيام السنة، إلى جانب رحلات الترانزيت إلى مدن الجنوب والشمال في الداخل، أو غيرها من المدن الخارجية الأخرى، أو رحلات العمل، التي يقوم بها الموظفون في القطاعين الحكومي والأهلي، إلى جانب الرحلات السياحية التي تستهوي الكثيرين، ووجود رحلة يومية إلى جدة كفيل بحل مشكلة الوقت بالنسبة للذين لا تناسبهم المواعيد الحالية لرحلات جدة.
والغريب أنه لا توجد رحلات مباشرة من الأحساء إلى المدينة المنورة، وهي رحلات مهمة جداً لكثرة الزائرين من الأحساء للمسجد النبوي الشريف، ويتضح ذلك من كثرة الرحلات التي تنظمها بعض مكاتب السفريات بواسطة الحافلات، وهي شبه يومية تقريبا، والحاجة الماسة تقتضي رحلات جوية من الأحساء إلى المدينة المنورة ولو اقتصرت على رحلتين مؤقتا في الإجازة الأسبوعية، على أن يزداد عدد هذه الرحلات وفقا لزيادة الحاجة إليها في المستقبل، لكن انعدام هذه الرحلات إلى المدينة المنورة أمر يحتاج إلى إعادة نظر، فالمدينة من الأماكن المفضلة زيارتها لكل المسلمين، والمسجد النبوي الشريف هو من المساجد التي تشد إليها الرحال، والتي يحرص المسلمون من كل بقاع العالم على زيارتها، ووجود رحلات جوية إلى المدينة المنورة.. سيخفف من المعاناة التي يشكو منها الزائرون بواسطة الحافلات، لبعد المسافة، وطول زمن الرحلة الذي لا يتيح لكثيرين تحقيق هذه الأمنية الحبيبة إلى قلوبهم وهي زيارة مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، ووجود رحلات جوية وخاصة في إجازة الأسبوع، سيتيح لكثيرين تحقيق هذه الرغبة بسهولة ويسر.
جريدة اليوم
أضيف بتاريخ :2016/08/28