حقوق الإنسان في الإسلام - أدب الاختلاف
عبدالوهاب جابر جمال ..
لا شك أن البشر يختلفون في ما بينهم بالكثير من الأمور (الصغيرة البسيطة والكبيرة المعقدة) وهذا الاختلاف هو أمر طبيعي فكلٌ يرى من زاوية معينة و يحدد موقفه منها ومن الطبيعي أن يتعارض مع الآخر الذي ينظر من زاوية أخرى.
وقد أكد الدين الإسلامي وتطرق القرآن الكريم لموضوع الاختلاف وقسمه إلى قسمين (القسم الأول هو الاختلاف الاجتماعي والقسم الثاني هو الاختلاف الديني).
فالاختلاف الاجتماعي هو الاختلاف الذي يقع بين الناس في الأمور العامة كالاختلاف في حقوق الرئيس أو الاختلاف في حقوق الشعب أو في حقوق العامل أو حق المالك … إلخ.
أما الاختلاف الديني فهو أشد خطورة وأهمية من الاختلاف الاجتماعي وقد وضع له الإسلام اهتماماً أكبر وقد نتج عن هذا النوع وجود الاختلاف بين الأديان والمذاهب وبين أبناء المذهب الواحد أيضاً وقد وصل الأمر لأن يختلف الأب وابنه والأخ وأخيه.
فالاختلاف في الدين واقع لا يمكن إنكاره، لكن يجب أن يعي الجميع أن الاختلاف في الدين ليس مشكلة في حد ذاته بل المشكلة تقع حينما يتحول الاختلاف إلى خلاف شخصي يترتب عليه عدة مفاسد منها:
١- تفتت المجتمع والأسرة الواحدة.
٢- ضعف الطاقات (فلا يمكن أن يبدع الفرد في المجتمع الذي يعيش الخلافات الشخصية).
٣- سيطرة العقل الواحد والفكر الواحد.
وكي لا يتحول الاختلاف إلى خلاف يأتي دور (أدب الاختلاف) وقد حدد الإسلام عدة ركائز له منها :
١- حقوق الأخوة، وحق الأخوة يحتم علينا كإخوة أن هناك حقوق بيننا يجب مراعاتها وهي احترام الآخر وعدم تتبع أخطاءه وعيوبه
٢- الميزان العلمي، فمهما اختلفنا في ما بيننا يجب أن يكون اختلافنا اختلافاً علمياً لا يتجاوز (الخبرة، الموضوعية، البحث عن الحقيقة)
٣- الصيانة الاجتماعية، لصيانة المجتمع هناك عنصران مهمان وهما (قبول الآخر وأن نربي مجتمعنا على عدم إسقاط الآخرين)
فباتباعنا لهذه الأمور التي حددها الإسلام، سنحمي مجتمعنا قبل أن يصل إلى الهاوية، خصوصاً ونحن نراه يتسارع في الصراعات الطائفية التي تنخر فيه من كل مكان.
أضيف بتاريخ :2016/09/05