آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
محمد الوعيل
عن الكاتب :
كاتب صحفي سعودي

هل نحتاج وزارة للهجرة؟!


محمد الوعيل ..

إذا كان صحيحاً ما قرأته عن وجود أكثر من مليون سعودي مهاجرين لدول أخرى، ويتركزون في مصر ولبنان والمغرب، وبعض دول الخليج العربي، فإننا سنكون أمام ظاهرة استثنائية تدعونا للتأمل عن السبب الحقيقي لهذه "الهجرة" المزعومة.

ربما أكون في مقال سابق، قد أثرت قضية وجود آلاف عديدة من بني جلدتنا في دول شقيقة أو صديقة لظروف السياحة أو العمل أو حتى التجارة، لكن ما تداولته بعض وسائل التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، عن مثل هذا الرقم، يدعونا للقلق، ونتساءل عن جدية كل شعارات التوطين، وهل صحيح أننا بيئة جاذبة لغيرنا من الوافدين الذين يأتون بالملايين لتأمين مستقبلهم، وفي ذات الوقت فإن الرقم وحده كفيل بالتخوف من أننا بيئة طاردة لأنفسنا.!

مرحلة التحدي الحالية، تحتاج كل سواعد أبنائنا تحت أي ظرف، وأي ضغط، والقدرة على استيعاب كل مواطن مسؤولية دولة، وفي نفس الوقت جدية مواطن يعشق رحلة التحدي التنموية، والتي تجسدها رؤية 2030 الإستراتيجية، والتي تقوم بالأساس على السواعد الوطنية، مهما كان نوعها أو جنسها أو حتى مستواها التعليمي والعلمي.

قد لا أستطيع الجزم بصحة الرقم المليوني، ولكني لا أملك ما ينفيه، وإن كان هناك ما لا يؤكده، في غياب معلومات شفافة ودقيقة تكشف لنا عن الحقيقة الغائبة، ولا تضعنا في مأزق مستقبلي، ربما يكون ملائماً ما طرحه البعض على صفحات التواصل الاجتماعي، من الحاجة إلى إنشاء وزارة للهجرة، أو للمغتربين السعوديين في الخارج.

صحيح أننا في زمن العولمة والقرية الواحدة، وما كان غير متاح بالأمس، أصبح اليوم مطلوباً، وأنه لا وطن في هذه الدنيا يقتصر على أبنائه فقط، في ظل ما يُعرف بتدوير الخبرات والكفاءات، إضافة إلى أننا بالتأكيد سنكون سعداء بوجود سعوديين يشاركون أشقاء لهم أو أصدقاء في العديد من مراحل العمل في بلدانهم، ولكن الحساسية هنا تكمن في الأصوات المنعزلة التي تعتقد أن مجرد عمل سعودي أو سعودية، كمعلم في الكويت مثلاً، يعني هروباً من قلة الفرصة في الوطن الأم، أو بحثاً عن الأفضل الذي لم يجده في بلده.

أسلوب التفكير يجب أن يتغير، سنكون سعداء إذا سمعنا عن كفاءات سعودية تشغل مناصب لائقة في أماكن أخرى من العالم، وأبناؤنا وبناتنا جديرون بذلك، دون النظر إلى النصف الفارغ من الكوب وحده.

نحن في عصر الانفتاح على الثقافات والحضارات والمعرفة الشاملة، ولا يمكن بحال التقوقع والانعزالية وسط هذا المدِّ الإجباري نحو القرية العالمية الواحدة، وإذا كان أي حديث ساخر عن وزارة للهجرة، يمكن أن يكون حقيقياً، بفعل وجود مشكلات أسرية عائلية نتاج زواج سعوديين مثلاً من غير سعوديين، ويكون تبعته أسرة وأولادا، كما كنا نسمع في السابق ـ ولا يزال ـ ويقع عبئه على السفارات في العديد من الدول، فلماذا لا نفكر في وزارة للمغتربين تتولى بالتنسيق مع السفارات المختلفة في العواصم المعنية فتح كل الملفات ومعالجة أية ثغرة أو مشكلة يمكن أن تسيء إلى صورة بلدنا في الخارج، خاصة وأنه ربما يكون من بين هذا المليون المزعوم، أبناء لآباء سعوديين، لا يعرفون أية انتماءات لبلدهم، ولا ذنب لهم في أخطاء آباء تركوهم للزمن.

فلنفكر.. ونتعامل مع الأمور دون حساسية، وقبلها نعرف بكل صراحة وشفافية الأسباب الفعلية لهذا الرقم وإحصائياته وتوزيعاته دون خجل أو مواراة.

وقفـــة
للطيبين من الأصدقاء أقول عندما نتجاوز الـ 50 عاما من العمر تصبح مشكلتنا (صيانة)..
أليس كذلك؟

جريدة الرياض

أضيف بتاريخ :2016/10/15

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد