مرضى الأنيميا المنجلية يناشدون
محمد حدادي ..
ختم معالي وزير الصحة زيارته التفقدية لجازان؛ ولا أدري ما انطباع معاليه عن الوضع الصحي لدينا؟! أعرف أن زيارته شملت أكثر من منطقة، إنما لا يساورني شك أنه وجد الوضع الصحي بجازان «أكثر سقما»! فيما كانت «الحرائق» تواصل اشتعالها حتى بعد ختام زيارة معاليه التفقدية!
خلال زيارة معالي الوزير بعث أحد المصابين بالأنيميا المنجلية نداء استغاثة ـ تطوعا عن بقية المصابين - لأن حالته الصحية لا تسمح له بمقابلة معاليه ليشرح له «الجحيم» الذي يعيشه وبقية من يعانون «مكابدات» هذا المرض؛ لذا جأر بالشكوى صارخا: مات صديقي يا سيدي؛ مات نتيجة الإهمال وعدم توفر العلاج!
هكذا يقول؛ ويضيف بحسرة: الرجاء تسليط الضوء على معاناتنا؛ فنحن نذبل في صمت فيما يتناهب «الوجع» أجسادنا الضئيلة! نتألم فما نجد مغيثا؛ والمستشفيات التي تكتظ بمعاناتنا ونهرع إليها اضطرارا لتخفيف آلامنا أصبحت تثقلنا بوجع إضافي؛ نرى مقدار التأفف من الأطباء الذين نتلمس على أيديهم تخفيف الألم، فيرسخ ذلك فينا إحساسا دفينا بأننا «عالة» على المجتمع الصحي برمته؛ ونحن لا نطلب مستحيلا حتى نرى تلك النظرات في أعينهم!
لا نطلب منهم أن يكونوا «ملائكة رحمة» ـ رغم أن مهنتهم تقتضي ذلك - إنما نطلب ـ وسفيرنا آلامنا وشحوبنا وقلة حيلتنا - أن يعاملونا كبشر! فبعضنا لا يحتمل الوقوف الطويل ـ لهشاشة عظامه - فيسقط في الممرات لعدم وجود سرير شاغر في الطوارئ! نشرف على الموت أحيانا في غياب العلاج والرعاية فيما حالتنا لا تحتمل التأجيل؛ ولا تحتمل الحالة المادية لأكثرنا شراء الأدوية أو السفر للعلاج!
وما نطلبه ليس بالكثير أبدا؛ نحن راضون بقضاء الله أولا؛ وواثقون فيمن ولاهم الله أمرنا في إنشاء مستشفى بالمنطقة؛ أو تخصيص عيادات متخصصة لمتابعة حالتنا الصحية دون الاضطرار إلى عناء الانتظار الطويل في أقسام الطوارئ بالمستشفيات؛ نحن بحاجة لأطباء متخصصين أيضا يراعون الفروق الحاصلة في حالة كل مريض منا؛ وما المانع حتى من إنشاء مركز أبحاث متخصص نطمئن بوجوده في بلدنا؟! هذه الجهود التي نتمناها ليست مستحيلة أبدا؛ وثقتنا لا حدود لها بأن تجد «صرختنا» اهتماما قبل «الذبول»؛ ويدا «حانية» نشعر معها أننا لا نزال في عالم «الأحياء»!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/12/15