إصلاح التعليم بين التنظير والتوزير
هايل الشمري ..
عندما عُين الدكتور أحمد العيسى وزيرا للتعليم، كنت من المتفائلين بقدومه،. كان تفاؤلي بناء على ما قرأته في أحد كتبه، وشاهدته في ندواته ولقاءاته التي كان في معظمهما يتحدث عن وجود خلل في التعليم بالمملكة، والحاجة إلى إصلاحه.
أذكر ليلة تعيين الدكتور العيسى، أني رجعت إلى كتابه "إصلاح التعليم في السعودية" الذي صدر عام 2009، لأقرأ في مقدمته إهداء إلى أبنائه وبناته أنهاه بعبارة "عندما يعجز النظام التعليمي عن استيعاب طموحاتكم"!
بقدر صدق ذلك الإهداء، اعتبرت تعيين الدكتور أحمد العيسى وزيرا للتعليم أيضا إهداء آخر للأسرة التعليمية، فهو أكاديمي ومتخصص في التربية، إضافة إلى ما في جعبته من خبرات وبرامج للنهوض بالتعليم.
انتظرت طويلا قبل المقارنة بين مرحلتي القول والفعل، وبالكاد استطعت مقاومة صبري حتى نفد مع بلوغ عمر الوزير في كرسي الوزارة 15 شهرا.
أقولها صراحة: إنني لم أشعر بأي إصلاح ملموس في العملية التعليمية حتى الآن، والبون شاسع بين فترتي التنظير والتوزير، ليس في أضلاع التعليم الرئيسية فحسب، بل حتى في أبسطها، مما لا يحتاج إلى كثير من الوقت والجهد والمال لإصلاحها.
فأهون ما تحدث عنه الدكتور العيسى في كتابه، عندما رأى بتخلف التعليم الذي ما يزال يجبر التلميذ الصغير على حمل حقيبة ثقيلة على ظهره، والذهاب بها إلى مدرسته كل صباح. وحتى اليوم ما زلت أحمل حقائب صغاري من وإلى السيارة، إشفاقا عليهم من أوزانها!
لا أعلم أين ذهبت تلك الرؤى والأفكار الإصلاحية للنظام التعليمي، والتي كان ينادي بها الوزير قبل تعيينه، وكأنها "فص ملح وذاب"، لتظهر بدلا منها مشكلات في الميدان التربوي لم تكن في السابق بهذا الحجم، بل إن بعضها لم يكن موجودا بالكلية!
كأب وولي أمر لأربعة طلاب، لا أطلب من معالي وزير التعليم المستحيل، كل ما أتمناه تحويل ما جاء في كتبه ومقابلاته إلى حقيقة، وكثّر الله خيركم.
صحيفة الوطن أون لاين
أضيف بتاريخ :2017/02/16