هايل الشمري ..

 أحمد السعدي، مواطن عماني حصل في بلاده على مخالفة مرورية، وكان لأسلوبه الطريف في سرد قصتها التي عرفت بـ«مخالفة الفيل»، دور في انتشارها بمواقع التواصل الاجتماعي وبعض الصحف العمانية وإذاعة الشباب هناك، مما أكسبه تعاطف الشارع العماني وتفاعل المسؤولين معه.

يقول صاحب المخالفة، إنه وبينما كان مسافرا من مسقط إلى صحار، شعر بالنعاس فنزل عن الطريق وأوقف سيارته تحت ظل شجرة كبيرة للراحة وأخذ غفوة بسيطة. لكنه عندما أفاق فوجئ بمخالفة مرورية وضعت على زجاج السيارة مكتوب فيها «الوقوف على جانب الطريق مما يسبب أضرارا كبيرة»!

وبأسلوب ساخر تساءل السعدي عن «الفيل» النائم في السيارة -يقصد حجمه- وكيف خالفه رجل المرور دون أن يوقظه ويتحقق من هويته، وما إذا كانت السيارة مطلوبة أمنيا أم لا. كما استغرب تحرير المخالفة قبل الاطمئنان عليه. أم أن المسألة -كما يقول- ليست سوى أخذ عشرة ريالات عمانية هي قيمة المخالفة؟!

تذكرت هذه القصة ونحن نعيش أسبوع المرور الخليجي، وبعيدا عن كل الشعارات التي تحملها فعالياته، هو فرصة لإعادة الثقة بين المواطن ورجل المرور.

فليس سرا نظرة معظم السائقين للمخالفات المرورية على أنها جباية أكثر من أي شيء آخر، يدعم قناعتهم بذلك إخفاء كاميرات ساهر في بعض الأماكن ودون علامات إرشادية. كما أن البعض يُفاجأ بمخالفات لم يسمع بها من قبل، وأخرى لا يُعرف وقتها أو مكانها، بل ولا حتى نوع المخالفة، والسؤال كيف سيتلافى أحدهم الخطأ في المرة القادمة إن لم يعرفه أصلا؟!
والمصيبة أن قيمة المخالفات المرورية لم تعد كما في السابق، فواحدة منها الآن كافية لقضم جزء كبير من راتب الموظف. لذا لا أستغرب عندما يوجه البعض -من باب التحرز- استفسارات غريبة إلى المرور، مثل حقيقة مخالفة وضع علبة المناديل على طبلون السيارة، وحديث السائق مع مرافقيه خلال القيادة!

لا نريد من أسبوع المرور أن يكون عبارة عن نقاط تفتيش وتسجيل أكبر قدر من المخالفات، بل فرصة للتوعية والنصح والإرشاد، ولو استدعى الأمر عدم تحرير المخالفات، والاكتفاء بإنذار السائقين المخالفين.

أتمنى أن يتسع صدر الإخوة في المرور للنقد، وألا يعدّوه مخالفة بحق كاتبه!.

صحيفة الوطن أون لاين