البطة العرجاء (٢)
عبدالوهاب جابر جمال ..
بينت في المقال السابق وجه الشبه الكبير بين وضعنا السياسي الحالي في الكويت وبين (سياسة البطة العرجاء) في الولايات المتحدة الأمريكية، وسأقوم في هذا المقال والمقالات القادمة بشرح موسع لوجه الشبه بين هاتين السياستين، مع تفصيل عن دور مجلس الأمة والحكومة بالإضافة إلى المعارضة في خلق هذا التشابه .
فمجلس الأمة الذي يقع على عاتقه أمرين أساسيين (التشريع والرقابة) ، نراه اليوم قد تنازل أغلب أعضاءه عنهما بشكل واضح لكل متابع ، فرغم الملفات الكثيرة التي تنتظره وتبناها النواب في فترة الإنتخابات نراها اليوم أصبحت من الأمور المنسية، وأصبح الهم الأكبر لدى أغلب النواب التهدئة مع الحكومة تارة والمشادات في ما بينهم (الأعضاء) تارة أخرى و أصبحت السمة الأبرز في جلسات مجلس الأمة هي (تضييع الوقت ورفع الجلسة) .
فبدل أن يتم مناقشة وإقرار القوانين التي تم تبنيها من قبل أغلبهم قبل وصولهم لقبة عبدالله السالم ، كمعالجة زيادة أسعار البنزين والكهرباء و زيادة مساحة الحريات ومواجهة الفساد وحل القضية الإسكانية والكثير من الملفات الأخرى التي تخدم الشعب والوطن، أصبح همهم التصريح لأمور أخرى وإثارة بعض القضايا التي لا تصب إلا في خانة التكسب الإنتخابي ، لمحاولة زيادة شعبيتهم .
وبدل أن يقوم أغلب النواب بدورهم في محاسبة الحكومة على كمية الفساد " الذي لا تحمله البعارين" أصبح همهم كشفها للناس من خلال التغريد بالتويتر ! ، بالإضافة إلى إغراق اللجان البرلمانية بالاقتراحات "المسروقة" تارة وغير المجدية تارة أخرى لإلهائها عن الأمور الأكثر أهمية، بالإضافة للحديث حول التهدئة والتعهد بعدم محاسبة رئيس الوزراء وعدم التصعيد !
فبذلك أوصلونا إلى مرحلة عدم الانجاز وعدم محاسبة المقصرين كحال سياسة البطة العرجاء التي لا يمكنها انجاز شيء ، فهل كل هذا الأمر يتم لمحاولة مد أجل المجلس خوفاً من إبطاله بسبب القضايا المرفوعة والتي من المتوقع أن يصدر حكمها في ٣ مايو القادم !، أم لتنفيذ الخطة التي يرديها البعض لنكفر بديمقراطيتنا و بمجلس الأمة !.
يتبع ،،،
أضيف بتاريخ :2017/04/03