هايل الشمري ..

بلغ مجموع المسجلين في البوابة الإلكترونية لبرنامج «حساب المواطن» نحو 11.8 مليون فردا، وذلك طبقا لآخر إحصاء وارد عن الطلبات «مكتملة التسجيل»، منذ انطلاق التسجيل في البرنامج مطلع فبراير الماضي، وحتى 10 أبريل الجاري.

وفق الهيئة العامة للإحصاء، يبلغ عدد السعوديين نحو 20 مليونا، وهذا يعني أن 59% من المواطنين فقط سجلوا حتى الآن في «حساب المواطن»، بينما نحو 41% لم يبادروا بالتسجيل، على الرغم من مرور نحو شهرين ونصف الشهر على بدء البرنامج.

ضمن الأهداف الرئيسية لبرنامج «حساب المواطن»، أنه جاء لتخفيف وطأة الآثار الاقتصادية على ذوي الدخل المنخفض والمحدود، نتيجة تعديل أسعار منتجات الطاقة والمياه، لتصبح الرؤية المستقبلية للبرنامج بجعله برنامجا شاملا لكل المساعدات والإعانات الحكومية من خلال بوابة واحدة.

لكن مثل هذا الهدف المعلن لم يشجع نحو 8.2 ملايين مواطن على التسجيل حتى الآن في «حساب المواطن»، وهو رقم كبير يجعلنا نتساءل عن أسباب هذا العزوف، رغم جهود القائمين على البرنامج، وتعدد قنوات الرد على استفسارات المواطنين، وإمكان التسجيل على مدار الساعة.

لكن يبدو أن هناك أسئلة لازالت تنتظر الإجابات، أولها غموض البرنامج بشكل عام، ومقدار الدعم الذي ستحصل عليه الأسرة السعودية بشكل خاص، كون عملية التسجيل في «حساب المواطن» تستبق آليات احتساب الدعم النقدي المقدم، بل إن بيانات المواطنين المسجلين ستكون هي الأساس في رسم ووضع السياسات الخاصة بالبرنامج.

أيضا يرى كثير ممن امتنعوا عن التسجيل حتى الآن في «حساب المواطن»، أن مقدار الدعم النقدي المقدم ربما لايستحق عناء التسجيل، خصوصا أن البرنامج يطلب الإفصاح عن دخل كل أفراد العائلة، لا رب الأسرة فقط، وبالتالي فرص حصولهم على دعم مجزٍ ستكون ضعيفة.

كما أن من أسباب عدم حماس البعض للتسجيل في «حساب المواطن»، نتيجة تجاربهم السيئة مع برامج إعانات سابقة، من أبرزها برنامج «حافز»، وما كان يشوبه من تعقيدات واشتراطات كثيرة.

على كل حال، يبدو أن كثيرين أجّلوا انضمامهم إلى «حساب المواطن» لحين اتضاح رؤيته وسياساته، والتي بناء عليها سيقررون: إما المضي بالتسجيل في البرنامج، أو تجاهله.

صحيفة الوطن أون لاين