اليوم العالمي للكتاب: هل سمعنا به؟
فاضل العماني
مر أكثر من عقدين من الزمن، منذ أن أعلنت اليونسكو يوم ٢٣ أبريل مناسبة عالمية للاحتفال بالكتاب وحقوق المؤلف، فتحوّل هذا اليوم العالمي إلى تظاهرة حضارية تحتفل بها الملايين في كل العالم.
ويصادف اليوم ٢٣ أبريل، الذكرى السنوية لليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف "World Book and Copyright Day"، وهي مناسبة موسمية أقرها المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" في الاجتماع الذي أقيم في باريس عام ١٩٩٥ ليكون اليوم الثالث والعشرون من شهر أبريل من كل عام يوماً عالمياً للكتاب وحقوق المؤلف، تشجيعاً على القراءة والمطالعة وتحريضاً على الفهم والوعي وحفظاً لحقوق ومكانة المؤلفين والكتاب.
ويُمثل هذا اليوم العالمي تاريخاً رمزياً في عالم الأدب، ففي هذا اليوم من عام ١٦١٦ تُوفي كل من ميغل دي سرفانتس الكاتب والشاعر الإسباني الشهير ووليم شكسبير الأديب الإنجليزي الخالد، إضافة إلى العديد من الأدباء والكتّاب المرموقين الذين صادفت ولادتهم أو وفاتهم في ٢٣ أبريل.
وقد دأبت اليونسكو على اختيار عاصمة عالمية للكتاب في كل عام تُقدم برنامجاً رائداً، أو مبادرة ملهمة لتعزيز الاهتمام والعناية بالكتاب، وفي عام ٢٠٠١ كانت مدريد هي أول عاصمة عالمية للكتاب، وفي هذا العام ٢٠١٧ وقع الاختيار على مدينة "كوناكري" بجمهورية غينيا لتكون العاصمة العالمية للكتاب، لجودة وتميز برامجها التي تدعو للمشاركة المجتمعية، فضلاً عن اهتمامها بتنمية الشباب ومحاربة الأمية.
تلك هي قصة/ رحلة اليوم العالمي للكتاب الذي أصبح كرنفالاً عالمياً، بل ورسالة راقية تهدف إلى تعزيز ثقافة القراءة بين مختلف المجتمعات والشعوب والأمم. والاحتفال بالكتاب، ليس مجرد تحريض على القراءة، رغم أهميتها، ولكنه "دعوة صريحة" للارتقاء بحرية التعبير والحوار والتعدد والانفتاح والتسامح وقبول الآخر، تماماً كما هو "صرخة مدوية" في وجه الظلم والتعصب والإقصاء والازدراء والقمع والتخلف.
الكتاب، كحلقة وصل بين الماضي والحاضر والمستقبل، وكوسيلة للتواصل بين الأجيال والثقافات والحضارات، وكمعين للمعرفة والحكمة والتجربة، يستحق أن يكون رافعة للتقدم والتحضر والنهضة.
ولكن، وكل المصائب والأحزان والآلام، تأتي عادة بعد "ولكن"، هل احتل اليوم العالمي للكتاب حيزاً مهماً وكبيراً في روزنامة ثقافتنا الوطنية؟، وهل استطاعت هذه المناسبة العالمية الشهيرة أن تُحرّض مؤسساتنا وهيئاتنا الثقافية للاهتمام بقيمة ومكانة وتأثير الكتاب في صنع تنميتنا الوطنية؟، وهل ثمة رغبة حقيقية من قبل صنّاع ثقافتنا الوطنية لاستثمار هذه الاحتفالية الأممية لإعادة هيكلة جسدنا الثقافي الذي يُعاني الضعف والترهل والمرض؟
أسئلة كثيرة وكبيرة، تنتظر الإجابة، ولكن السؤال الأول الذي ستُحدد إجابته رغبتنا وقدرتنا على إحداث نقلة نوعية في واقع ثقافتنا الوطنية، وهو: هل يعرف المسؤولون عن ثقافتنا بأن اليوم هو اليوم العالمي للكتاب؟
جريدة الرياض
أضيف بتاريخ :2017/04/23