كافحوا هذه الظاهرة
علي أحمد صحفان
التسوُّلُ ظاهرةٌ خطيرةٌ ومزعجةٌ، ورغم أنَّ التسوُّلَ مشهدٌ متواصلٌ على مدار العام، إلاَّ أنَّه يتحوَّل إلى ظاهرةٍ تزداد زخمًاً في شهر رمضان المبارك؛ استغلالاً لميل النَّاس إلى الإكثارِ من فعل الخيرِ تقرُّبًا إلى الله، واعتبارَ كثيرٍ منهم، شهرَ رمضانَ موسمًا لإخراج الزكاةِ والصدقاتِ.
وينتشر المتسوِّلُون في الشوارع، والمساجد، والأسواق، فأينما تلقي وجهك تجد متسوِّلاً، ففي المساجد يتنافسُونَ على أبوابها، كلُّ متسوِّلٍ يمسكُ له مكان الرجال في الداخل، والنساء في الخارج، والعيون تحدِّق في الخارجين، ولكن هذه العيون لا تستهدفُ إلاَّ السعوديين طبعًا، والظاهر أنَّهم صيدٌ سهلُ المنالِ للمتسوِّلينَ، فإذا خرجت سالمًا ممَّا أُعدَّ لك من شِبَاكٍ، فلا تفرح كثيرًا؛ لأنَّ هناك كمينًا أُعدَّ لكَ عند باب السيَّارة، وبطريقةٍ مختلفةٍ، فما أن تمسكَ باب السيَّارة إلاَّ ويطلع لكَ طفلٌ إمَّا يغسل قزازَ السيَّارة، أو يبيع لك اللبان بالقوَّة، أو يتمسَّح في ثيابك ليستفزَّك ليجعلكَ تدفعَ هربًا منه.
وإذا تجاوزتَ ما أُعدَّ لكَ، فلا تبتهج، فهناك الكمينُ الثالثُ ينتظرك عند إشارة المرور، وإذا كنتَ سعيدَ الحظِّ فإنَّكَ ستتجاوزه، إذا كانت الإشارة الخضراء، أمَّا إذا وقفتَ عند الإشارة، فلك أن تفكِّر في كلِّ الحيل التي ممكن أن تُمارس عليكَ أثناءَ وقوفك للوصول إلى جيبك، والنَّاس يتساءلون: أين إدارة مكافحة التسوُّل؟ وماذا تعمل؟ وماذا تنتظر؟ والمتسوِّلُونَ يزدادُونَ يومًا بعدَ يومٍ. لذلك على إدارة مكافحة التسوُّلِ أنْ تكثِّف من نشاطها الميدانيِّ في الشوارع، والمساجد، والمراكز التجاريَّة، والحدائق، والمطاعم، وأمام البنوك، كما أنَّ مِن أهمِّ خطواتِ مكافحةِ التسوُّل هي توعية المواطن، والمجتمع بأنَّ أغلب المتسوِّلين غير محتاجين للصدقة، وأنَّ هناك من هم بحاجة ماسَّةٍ لها، ومن يرغب بالصدقةِ عليه معرفة الطريق الصحيح لإيصالها لمستحقِّيها، وهناك أكثر من طريقة، منها الجمعيَّات الخيريَّة، وهناك أئمة المساجد، وعُمد الأحياء، فهم على علم بأماكن الأسر المحتاجة، والمستعفَّة عن طلب السؤال، ونكون بذلك قطعنا الطريق على المتسوِّلين، فالمملكة هي رائدة العمل الخيري، اهتمَّت كثيرًا بقضايا المحتاجين، وأنشأت الجمعيَّات الخيريَّة لتقوم على رعايتهم.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/05/16