حساسات السيارات والموت غرقا!
أحمد الهلالي
سيارته الجديدة الأنيقة جعلت عبدالله لا يتردد في إيصال زميله محمود من الجامعة بالحوية إلى الطائف، فقد تغاضيا عن سيارات الزملاء الآخرين المتجهة أصلا إلى الطائف تقديرا لبعضهما، لا يعلمان مطلقا أن القدر يحيك خيوطه في الخفاء منذ تعطل سيارة محمود، وأنهما بعد لحظات سيسألان نفسيهما عن تشابكات القدر التي ساقتهما إلى شارع (عكاظ) بالطائف.
الأجواء الرائعة علاوة على الود بين الزميلين جعلت المشوار إلى الطائف نزهة، وسيعود عبدالله إلى الحوية بعد إيصال محمود إلى منزله، لكن للقدر كلمة أخرى، فقد انهمر المطر غزيرا جدا، وما إن دخلا من جوار برج الطائف في شارع عكاظ حتى صارت الشوارع أودية تجري، وهما يسيران خلال الماء المعتاد في هذه الأجواء توقفت السيارة، التفت محمود إلى عبدالله يحثه على السير، لكن عبدالله يقول إن السيارة توقفت من حالها، يضحك محمود ظانا أنها مزحة، فلا مقدمات لتوقف السيارة، فيؤكد عبدالله أن السيارة انطفأت تماما، يحاولان تشغيلها لكن لا جدوى.
يهمي المطر.. يرتفع الماء تدريجيا وهما يهاتفان الدفاع المدني، يتحدثان بفزع يزيده برود المنجد، بدأ الهلع يسيطر عليهما، يريان سيارة للدفاع المدني في الجهة المقابلة لكن لا تصدر منها أي بشارة نجدة، يدخل الماء عليهما، وترتفع السيارة قليلا عن الأرض، يزيد الهلع، يستنجدان بالمارة، والسيارة محكمة الإغلاق عليهما من كل اتجاه، حتى الأبواب لا تنفتح، قبل انطفاء السيارة فتح عبدالله الزجاج الأيسر بما جعله يخرج براحة، أما محمود فكانت الفتحة بالكاد تتسع لخروج رأسه بطريقة أفقية، لكن المارة سحبوه بالقوة حتى أخرجوه من تلك الفتحة الضيقة، وغرقت السيارة بما فيها، عوض الله صاحبها بنجاته ورفيقه.
نحن أمام قضية (الحساسات) في السيارات الحديثة، فحسب رواية عبدالله أن السيارة انطفأت فور ملامسة الماء، وأغلقت جميع منافذها، فلا تسير ولا تنفتح الأبواب ولا يعمل فيها شيء، وهذه القضية يجب أن تراجعها الجهات المختصة وزارة التجارة وهيئة المواصفات والمقاييس والدفاع المدني مع موردي السيارات، فلا أعلم هل هو خطأ تقني في سيارات مازدا فقط كالتي يملكها عبدالله، أم إنها في كل السيارات الحديثة، فلا يعقل أن تنطفئ السيارة فور ملامسة الماء لباطنها، فانطفاؤها كارثة حقيقية على من بداخلها، ونسأل الله السلامة.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2017/05/31