من الجنوب السوري إلى الشمال العراقي أميركا والكيان وخيوط الشيطان...!
محمد صادق الحسيني
نتن ياهو يخاف وقف إطلاق النار في الجنوب السوري بذريعة أنه يغذي النفوذ الإيراني، ما يعني أمر عمليات لرضيعته النصرة في الهجوم على مواقع الجيش السوري هناك..!
في هذه الأثناء تؤكد التقارير شراكته في تسهيل تحرّك الأرتال العسكرية الأميركية من العراق إلى سورية وعينه على الشمال العراقي لإشعال فتيل التقسيم في المنطقة…!
لكن نتن ياهو هذا لم يتعلّم الدرس على ما يبدو من أسياده الذين تجرّعوا كؤوس السمّ أكثر من مرة على بوابات حواضرنا وقطعت أيديهم، كلما حاولوا اللعب بالنار قرب العرين…!
قراءة في تطوّرات الميدان العراقي السوري استراتيجياً على وقع طبول الحرب التي يحذر منها الأصبع الأميركية «الإسرائيلية» في شمال العراق مسعود بارزاني في ما لو رفض العالم كيانه «الإسرائيلي» الجديد:
أولاً: كما لم تنفع تهديدات وزير الخارجية الأميركي، كولين باول، في ثني سورية ورئيسها بشار حافظ الأسد عن عزمه على المضيّ قدماً في مقاومة الاحتلال الأميركي للعراق والإسرائيلي لفلسطين ودعم حركات المقاومة في المنطقة، فإنّ الحرب العالمية بقيادة صهيو أميركية، وتمويل سعودي قطري، ودعم استخباري وعسكري ولوجستي مباشر من المحتلّ «الإسرائيلي» ومخلب الناتو في «الشرق الأوسط» أردوغان، لم تحقق هذه الحرب أهدافها، التي أطلقت من أجل تحقيقها والمتمثلة في إسقاط الدولة الوطنية السورية وإعادة احتلال العراق، عبر تكليف التشكيلات العسكرية الصهيو أميركية، وتدريبها وتسليحها في كردستان السمسار الدولي مسعود برزاني، والتي أطلق عليها تسمية داعش، وضرب محور المقاومة تعزيزاً لأمن القاعدة العسكرية الاستعمارية الأهمّ في العالم العربي ألا وهي «إسرائيل»…!
ثانياً: ورغم فشل المشروع الصهيوأميركي في تحقيق أهدافه المشار إليها أعلاه إلا أنّ الدوائر الاستعمارية الصهيو أميركية والأوروبية، ومن خلال ذراعها العسكري، حلف الناتو، قد لجأت إلى أساليب جديدة في محاربتها لمحور المقاومة.
فبعد النجاحات الكبرى التي حققتها القوات المسلحة العراقية والسورية، وإلى جانبها كلّ قوى محور المقاومة الرديفة، لجأت الولايات المتحدة إلى إعادة نشر تشكيلاتها العسكرية المسماة بداعش وقامت بنقلها جواً وبراً من محافظة نينوى العراقية إلى مناطق دير الزّور والميادين والسخنة في شرق سورية.
كما استمرّت قيادة الجيش الأميركي ووكالة الاستخبارات المركزيه الأميركية في إعادة تنظيم وتسليح مجموعات الإرهاب الداعشية وإعادة انتشارها في الشرق السوري. فبالإضافة إلى استمرار أردوغان في تسليح وتدريب عناصر فرع القاعدة في بلاد الشام، أيّ عصابات النصرة، فإنّ عملية إعادة تسليح فلول عصابات داعش في الشرق السوري قد أسندت جزئياً إلى مسعود برزاني الذي سمح للجهات الأميركية المعنية، البنتاغون و»سي أي آي»، إلى جانب الموساد «الإسرائيلي»، بتجميع رتل من الآليات العسكرية الأميركية الموجودة في قواعد الجيش الأميركي في كردستان العراق، ومرورها إلى الشرق السوري، حيث سيتمّ تسريبها من محافظة الحسكة إلى عصابات داعش في دير الزّور والميادين والسخنة وذلك لتعزيز قوات داعش في مواجهة التقدم السريع والكبير الذي تُحرزه القوات السورية والحليفة سواء في البادية السورية أو على جبهات السخنة / دير الزّور…
ثالثاً: وهنا لا بدّ من التذكير بما قاله السفير الأميركي السابق في دمشق، روبرت فورد، في مقابلته مع صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية بتاريخ 19/6/2017. إذ قال إنّ الإيرانيين سيرغمون الأميركيين على الانسحاب من شرق سورية، كما أرغموا على الانسحاب من بيروت عام 1983.
وهذا بالضبط ما قلناه أكثر من مرة وما نؤكد عليه دائماً، حيث نجزم بأنّ الحرب في سورية قد حسمت تماماً على الصعيد الاستراتيجي، وأنّ ما يدور حالياً من قتال على العديد من الجبهات في سورية والعراق ليس أكثر من عمليات تصفية لجيوب إرهابية هنا وهناك. أيّ أنّ قوى الإرهاب، ومهما تلقت من آليات وأسلحة أميركية، ومهما قام السمسار مسعود برزاني من تهريب لضباط من الموساد «الإسرائيلي» إلى دير الزّور والميادين وغيرها في الشرق السوري وفي الأنبار العراقية، لمساعدة عصابات داعش، فإنّ هذه العصابات لن تستطيع بعد اليوم تنفيذ عمليات عسكرية ذات تأثير في موازين القوى في ميادين القتال.
رابعاً: وعليه فإننا نرى أنّ من المناسب جداً لفت نظر المدعوّ مسعود برزاني، الذي يعتقد أنه أصبح زعيماً وقادراً على تقرير مصير جزء من التراب الوطني العراقي والسوري، نودّ لفت انتباهه إلى أنه ليس أكثر من زعيم عصابة تهريب وغسيل أموال وغير ذلك من الممنوعات وليس زعيم شعب وإنما هو عابث بمصير الشعب الكردي في العراق وغيره تماماً كما عبث والده بمصير هذا الشعب البطل، شعب صلاح الدين.
وبما أنّ الشيء بالشيء يُذكَر، فلا ضير على هذا اللامسعود أن يراجع كتب التاريخ ليستذكر أنّ الخدمات كافة التي يقدّمها إلى مشغليه الأميركيين والصهاينة لن تمطر إلا الويلات على الشعب الكردي الذي يدّعي تمثيله وحرصه على استقلاله عبر استفتاء عامّ لتقرير مصيره…!
وعطفاً على ما سبق ندعوه إلى الاستماع مجدّداً إلى أقوال السفير الأميركي السابق في دمشق، روبرت فورد، في مقابلته مع صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية بتاريخ 19/6/2017 والتي قال فيها، موجهاً كلامه للأكراد:
«… الأكراد سيدفعون غالياً ثمن ثقتهم بالأميركيين، والجيش الأميركي يستغلهم فقط لقتال داعش، ولن يدافع عنهم ضدّ الجيش السوري أو التركي أو إيران».
تماماً كما لم يدافع «الإسرائيلي» عن الذي أرضعك الخيانة والحقد الأعمى، والدك مصطفى برازاني، والذي طالب بفكرة استقلال المناطق ذات الأغلبية الكردية في شمال العراق، وذلك بعد اجتماعه بالرئيس «الإسرائيلي»، زالمان شوفال، وخلال زيارة برازاني الأولى إلى الكيان الصهيوني أواسط نيسان سنة 1968، حيث طلب شوفال من برازاني التخلي عن فكرة الحكم الذاتي والعمل على تحقيق «الاستقلال» عن العراق. أيّ أنّ فكرة انفصال كردستان هي فكرة صهيونية بامتياز كان قد أسّس لها قرار مجلس الوزراء «الإسرائيلي» الذي اتخذ بتاريخ 15/4/1965 إبان رئاسة ليفي أشكول لحكومة الاحتلال. ذلك القرار الذي نص على: «… إعطاء أولوية للموضوع الكردي في العراق وإقامة علاقة مباشرة مع قيادتهم خدمة لمصالح إسرائيل…».
وقد أسفر هذا القرار عن عقد أول اجتماع رسمي بين مصطفى برازاني والمستشار الإسرائيلي ليشع روني. وهو ضابط موساد بالطبع، وذلك أوائل عام 1966، كما ورد في كتاب الكاتب «الإسرائيلي» شلومو نكديمون بعنوان «الموساد في العراق ودول الجوار»…
خامساً: وانطلاقاً مما تقدّم فإننا نحيل رئيسَي عصابات التهريب وغسيل الأموال الدوليتين، رجب أردوغان واللامسعود برازاني، مرة أخرى إلى كلام السفير الأميركي السابق في دمشق، روبرت فورد، في مقابلته الصحافية المشار إليها أعلاه، والتي قال فيها: «… انتهت اللعبة وليس لدى ترامب الكثير من الخيارات في سورية…».
هل فهمتم ما هي موازين القوى في ميادين القتال!؟
كلا، لم تفهموا وإلا لكنتم رجعتم عن غيّكم وعن الجرائم التي ترتكبونها بحق الأكراد والأتراك وشعبي سورية والعراق وتماديكم في مدّ يد العون للقتلة من عصابات داعش والنصرة.
هذه الممارسات لن تفيدكم في تثبيت سلطاتكم في المناطق الكردية في العراق أو في تركيا…
كفاكم لعباً بالنار، لقد قضي الأمر الذي فيه تستفتيان…!
وها هو سيدكم الأميركي يبلغكم أنه لا حول له ولا قوة وانّ ليس لديه الكثير من الخيارات.
وعليه فإنّ التوقف عن ارتكاب الجرائم وتصويب المسار، هو الضمان الوحيد ليس فقط للكرد والترك بل ولشعوب المنطقة كلها. فبدلاً من تسهيل عبور الآليات والأسلحة الأميركية من مناطق كرد العراق إلى سورية، لمحاربة الجيش السوري وبمساعدة ضباط الموساد «الإسرائيليين»، وبدلاً من إرسال قوات تركية الى قطر «لحمايتها» من تهديدات محتملة كان الأحرى بالمنافق والمراوغ إردوغان إرسال قوات تركية لتحرير الأقصى وحمايته من الاستعدادات الصهيونية لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه، خاصة أنّ الأقصى قد وقع تحت الاحتلال البريطاني، الذي مهّد للاحتلال الصهيوني، نتيجة فشل أجدادك العثمانيين في حمايته والدفاع عنه واستسلامهم لقوات الغزو البريطانية يوم 19/12/1917…
أما أنت يا مسعود، فإننا نحذرك من التمادي في اللعب بمصير أكراد العراق الميامين، خدمة لمصالح عصابات التهريب التي تقودها أنت وأردوغان وأولادكما…
إذ إنّ الكرد لن يسمحوا لك بإشعال حريق جديد في العراق حتى لو تمكنت من تزوير نتائج استفتائك البائس…
إنّ مصلحة كرد العراق هي جزء من مصالح الشعب العراقي الأبي، وهي حصراً بالمحافظة على وحدة واستقلال العراق وسيادته ووحدة أراضيه.
جريدة البناء
أضيف بتاريخ :2017/07/17