لا نستجدي الولاء من أحد
تمر الكويت كأغلب دول العالم بأزمات واحداث سياسية متعددة وفي كل حادثة من هذه الحوادث (وعلى غير عادة بقية الدول) يقوم البعض باستغلال هذه القضايا لضرب (ابناء الطائفة الشيعية ككل ) ويطالبهم باثبات الولاء للوطن واخرها ما حدث بعد ضبط عدد من الاسلحة لدى عدد من المواطنين ، وكأنهم أتوا من عالم اخر ليعيشوا رغماً عن الكل في هذه الارض ، ونسي هؤلاء ان المواطنين الشيعة هم احد المكونات الاساسية في هذا البلد ومواقفهم في كل الاحداث قد ساهمت في حفظ الكويت .
ففي هذه المقالة سأتطرق لأهم المواقف التي وقف بها الشيعة وخلدها التاريخ ، وكيف كان لهم دور بارز في الحفاظ على الكويت و مكانتها ونظامها لا لشي سوى لحبهم وانتمائهم لهذه الارض من باب التذكير لعل وعسى ينتفع بها الشعب .
نبدأ منذ بداية التأسيس حيث كان لبعض العوائل الشيعية الأوائل (من التجار ) الفضل في التأسيس ومبايعة ال الصباح ليكونوا حكام لهذا البلد وليديروا شؤونه وينظموا العلاقة بين مكوناته ، وكان لهم الدور في تثبيت هذا الاتفاق في كل محنة ومحطة منذ وصول ال الصباح الى ان تم تنصيب الشيخ صباح الأول حاكماً للكويت عام ١٧٥٢م .
مروراً بمعركة الجهراء والتي كان للشيعة دور بارز في مقاومة المحتل الذي اجتاح الكويت سنة ١٩٢٠ م حيث انقسم الشيعة كما السنة (وكما يذكر التاريخ) الى قسمين قسم منهم انطلق للصفوف الامامية للمعركة والقسم الاخر ظل داخل البلد لحراستها ، ووقع للشيعة عدد من الشهداء وعلى رأسهم الشهيد علي دشتي ، كما كان للسيد محمد مهدي القزويني الدور البارز في هذه المعركة فيذكر التاريخ انه عندنا عرض السيد على الشيخ احمد الجابر باستعداده لحمل السلاح والخروج إلى الجهراء مع جماعته، فاجابه الشيخ أحمد بانه يفضل ان يعمل السيد وجماعته للمحافظة على مدينة الكويت وحراستها و قال له 'يا سيد.. انك تعلم ان الاخوان يكفروننا ونحن على مذهب اهل السنة، واذا ما علموا بخروجكم إلى قتالهم وانتم على مذهب الشيعة فسيزيد ذلك من الازمة وتتعقد وتتشدد..'. فتم الاتفاق بينهما على ان تتولى جماعة السيد حراسة المدينة ويذهب الاخرون للقتال .
كما كان للشيعة دور بارز في عودة الحياة البرلمانية في الكويت فقد وقف الشيعة مع القوميين ضد التدخلات الحكومية في مجلس الأمة و تكرارها للتعدي على الدستور و حلها للمجلس بحلول غير دستورية ، فنشأت حركة مسجد شعبان و هي تجمعات دورية كانت تقوم في المسجد لإلقاء الخطب و البيانات التي تختص بهذا التحرك ، بالاضافة الى ما لعبوه من دور بارز في احداث دواوين الإثنين مع بقية النواب والتيارات .
وفي العدوان الصدامي على الكويت وقف الشيعة وقفة بطولية في مواجهة جحافل الغدر الصدامية والتي لم تفرق بين شيعي او سني ، فتم رص الصفوف وتشكيل حركات للمقاومة المسلحة والمقاومة الاجتماعية والسياسية فتطوع عدد كبير لحمل السلاح و عدداخر لتوفير الحاجيات الاساسية للعوائل ، للمساهمة في العيش رغم كل الظروف فسقط الكثير من الشهداء والاسرى واختلط الدم الشيعي مع الدم السني مجدداً وامتزجت المعتقلات بالمعتقلين من كل الفئات .
وفي الاحداث الأخيرة مما يسمى باحداث الصوت الواحد كان صوت الشيعة يعلوا للحفاظ على الدستور والعودة للمحكمة الدستورية في اي خلاف من هذا النوع ، و بدورها حصنت المحكمة هذا القانون و اثبتت صوابية موقف النواب الشيعة في حمايتهم للدستور رغم الهجمة الشرسة التي كانوا يعانون منها من قبل من يعارض هذا القانون ، كما وقفوا وقفة مشرفة بالمشاركة الفعالة في انتخابات مجلس الامة رغم مقاطعة الكثيرين له ممن رفعوا شعار "الدستور" لضرب الدستور ومكونات البلد .
الى ان يصل بنا الحدث الى الموقف المشرف للشيعة في حادثة تفجير مسجد الامام الصادق عليه السلام حيث لم ينجروا لاي فتنة ووضعوا الامر في الاطر القانونية وتركوه رهن القضاء على الرغم من ألمهم لفقد الاحبة الا ان الحفاظ على البلد اهم من كل شيئ .
وفي ختام هذه الاسطر اقول نحن كما كل شيعي ولد وتربى بهذه الارض لا نستجدي ولاءنا من أحد كائنا من كان ، فنحن اثبتنا ولاءنا لهذه الارض الطيبة بمواقفنا وبدمنا ودماء احبتنا حتى اختلطت دماؤنا بتراب هذا الوطن ، ولا نطلب من احد سوى ان يثبت احترامه لنا كمواطنين وان يثبت انه بعاملنا كمواطنين من الدرجة الأولى وليس من الدرجة الثانية .
عبدالوهاب جابر جمال
الأحد 7 ذو القعدة 1436
الموافق 23 أغسطس 2015
أضيف بتاريخ :2015/08/23