مكافأة الطالب الجامعي!
أحمد الهلالي
طلاب الجامعات والكليات شريحة اجتماعية مهمة وغالية، فهم (أمل الغد وقادته) في مختلف التخصصات، يحصلون على مكافآت شهرية تقل عن ألف ريال، ثابتة لم تتغير من أمد بعيد، بل قلص هامشها باشتراطات مؤخرا تصل إلى حرمان الطالب منها في حالات معينة، ولا اعتراض على الاشتراطات ما دام هدفها تحفيز الطالب على التحصيل العلمي.
المكافأة تعني شيئا كبيرا للطلاب والطالبات، وحتى لو كان الطالب من أسرة ميسورة الحال، فالمكافأة تعني له استقلالية معنوية، وتعزز في شخصيته هذا الجانب، وعلى أي حال فإن معظم الطلاب من أسر محدودة الدخل وبعضهم من أسر فقيرة، وغالبا ما يضيف مكافأته البسيطة إلى دخل أسرته، فتشكل لهم رافدا مهما.
يصرف الطالب مكافأته غالبا في أقل من نصف احتياجاته، فالمواصلات تستهلك جزءا كبيرا من المكافأة، فمن يملك سيارة، تحتاج إلى وقود وصيانة ناهيك عن المخالفات المرورية، والطالبة تضطر لدفع جل المكافأة لاستئجار سيارة، أما وجبات الطعام داخل الجامعة فأكثرها مرتفعة الثمن قياسا بمستوى دخل الطالب؛ لأن المطعم الجامعي المخفض دائم الازدحام إن وجد، أو عدد وجباته محدود، والطالب لا يملك الوقت الكافي أحيانا.
وإن عرجنا على موال الكتب سنجده موضوعا آخرا، إذ تطبع الجامعات كتبا مقررة على الطلاب وتبيعها بأسعار ليست رمزية، وبعض أعضاء هيئة التدريس يؤلف كتبا في تخصصه ويقررها على طلابه ولا يرضى إلا برؤيتها نسخة أصلية مع كل طالب، وقلما ينقص سعر الكتاب عن 70 ريالا، علاوة على المتطلبات الكثيرة باهظة الثمن لبعض التخصصات التي تستنزف المكافأة، هذا كله عن طالب مستقر مع أسرته بالقرب من الجامعة، فتخيلوا إن كان من قرية نائية، يضطر لاستئجار مسكن ودفع نفقات الماء والكهرباء والتأثيث والوجبات طيلة الأسبوع؛ ليستطيع مواصلة تعليمه.
هذه الفئة الغالية علينا تستحق من وزارة التعليم وجامعاتنا العزيزة إعادة النظر (جديا) في مكافآتها الدراسية، فلا بد من زيادتها بما يكفل تغطيتها لجل احتياجات الطالب والطالبة، مع توجيه الجامعات إلى ضرورة توفير الكثير من متطلبات الطلاب مجانا من (صندوق الطلاب) الذي يقتطع شهريا من المكافآت مبلغا مجزيا، أو توفيرها لهم بأسعار رمزية، خاصة الكتب ومتطلبات التخصصات الكثيرة، وسن أنظمة تعاقب كل عضو هيئة تدريس يتكسب بفرض مؤلفاته على طلابه، واشتراط تحديد أسعار الوجبات والمشروبات والكتب والقرطاسية بما يتماشى مع دخل الطالب المحدود على المستثمرين داخل الحرم الجامعي، ومراقبة الأسعار باستمرار.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2018/01/05