حلويات الكويت بين الماضي والحاضر (3 – 3)
د . سعود محمد العصفور
«حلاوة الناريل» (جوز الهند) من الحلويات التي كانت تتقنها بعض ربات بيوت الكويت قديماً، وجوز الهند الطازج هو المكون الأساسي فيها، بالإضافة إلى السكر المذاب بالماء، كذلك يدخل فيها الزعفران منكهاً ومطيباً، ويصبغها بشعيراته العاطرة باللون الأصفر الجميل، وتصب في صينية، ثم تقطع قطعاً مربعة صغيرة، يتم تناولها على هذه الشاكلة.
و«جبدة (كبدة) الفرس»، وهي تسمى في بلاد الشام وغيرها راحة الحلقوم، مكونها الأساسي الجيلاتين والسكر، وماء الزهر، والصبغات المنكهة، على لونين عادة الأبيض الثلجي، والوردي الفاتح، وتغطى ببودرة السكر الناعمة، ومذاقها جميل كأنه عبق الورد.
و«القبيط» لا يخفى جمال طعمه، وعجينته تمزج بحبات الفستق لتخفف حدة الحلاوة وتضيف إليه طعماً رائقاً. عادة يغطى القبيط بمسحوق الطحين حتى يحافظ على ليونته وقوامه، وأجمله ما يؤتى به من إيران في علب خشبية دائرية أو مستطيلة الشكل.
ويأتي «القرقري» بين الرهش المتماسك في قوامه، وبين القبيط الذي يحافظ على قوامه بمسحوق الطحين، فالقرقري لين القوام، مع لزوجة مطاطية، يرش عليه غالباً السمسم ليخفف حدة حلاوته، ويزيده لذة. يباع جنباً إلى جنب مع الرهش.
و«الدملوج» تتقن صناعته بعض ربات البيوت وهو بشكله الحلزوني كبلح الشام وبيض القطا، ولكنه يختلف، يدخل في تركيبه الدقيق والسكر والدارسين، وماء الورد. تعجن هذه المحتويات، ثم تشكل كالحلزون النائم ويحشى بالجوز والسكر المشقر مع الدارسين، ثم ترش حباته بمسحوق السكر الناعم.
و«اليوامع» كانت كالسمبوسك الكبيرة في شكلها وحجمها، ثم أصبحت صغيرة كحلويات التقديم مع محافظتها على شكلها العام، والطحين والسكر وماء الورد والهيل أهم مكوناتها، وتحشى عادة بالجوز والسكر المشقر والدارسين، ثم تغمر حباتها بالشيرة.
و«البلاليط» يشتاق لها كل جيل مهما تباعد، لأنها ترمز إلى إبداع ونكهة مميزة، وتدخل الشعرية الرفيعة مكوناً أساساً لها، بالإضافة إلى السكر، ويأتي الزعفران مطيباً ومنكهاً، وبعض ربات البيت يشقرن بعض عيدان الشعرية للتمازج مع الأخريات في جمال منظر وروعة مذاق، وعادة يوضع على طبق البلاليط قرصاً من البيض (أوملت) أو البيض المخفوق، والأول أكثر وأشهر.
وهناك أيضاً حلوة فارسية دخلت للمطبخ الكويتي، لا سيما في شهر رمضان، هي «حلوة عيش»، تصنع عادة في رمضان، والمكونات الأساسية فيها الأرز المطحون والسكر، وأحياناً القليل من الزعفران، وعند تماسكها يرش عليها الدارسين ليشكّل خطوطاً متقاطعة، وقد تزين بحبات اللوز المبشور.
وهناك أيضاً «الرنڤينة» أو «الرنچينة»، وتصنع من التمر أو الرطب، وكلاهما له طعمه الرائق، ويُحشى التمر والرطب بالجوز اعتياداً، ثم تعمل خلطة جميلة من الطحين المحمص والهيل والسمن ليصبح مزيجاً يصب على حبات التمر أو الرطب، فيتغلغل بينها ويضفي عليها روعة مذاق وفائدة غذائية لا تخفى.
وهناك أخيراً «الساقو»، وهو كالشيرة المحروقة المتماسكة تضاف إليها الزبدة والهيل والزعفران وماء الورد، وبعد طبخها، تصب في صينية بعد امتزاج اللوز المبشور فيها ليجعلها أكثر تشويقاً وذائقة.
لعلنا في نهاية الأمر قد استوعبنا معظم حلويات أهل الكويت، لتبقى ذكرى جميلة في ذهن أجيال الماضي والحاضر وقادم المستقبل.
جريدة القبس الكويتية
أضيف بتاريخ :2018/06/23