الحجب ليس الحل
هايل الشمري..
الذي فهمته من بيان هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، أنها تريد وتتمنى تفعيل خدمة المكالمات الصوتية على "واتساب" في السعودية، لكن الشركة المالكة للتطبيق -هداها الله- هي من ترفض ذلك!
ففي بيانها الأخير، تقول هيئة الاتصالات إن تفعيل خاصية الاتصال الصوتي على تطبيق "واتساب" من عدمه يعود إلى الشركة المالكة، رغم حرص الهيئة وسعيها -على حد قولها- إلى نشر خدمات وتطبيقات الاتصالات وتقنية المعلومات. مضيفة أن هذه الخاصية لا تعمل في كثير من دول العالم، ومنها بعض دول الخليج، لعدم توافقها مع تنظيماتها.
البيان المقتضب الذي صدر قبل يومين لتوضيح ملابسات ما كان يتردد حول عودة المكالمات الصوتية عبر "واتساب" ثم حجبها زاد الأمور غموضا، إذ لم يحوِ صراحة مسببات الحجب الأخير أو الجهة التي حجبته.
لا أحد من مستخدمي "واتساب" يشك للحظة في أن هيئة الاتصالات وراء حجب خدمة المكالمات الصوتية في تطبيقهم، وأن بيانها الأخير جمع بين عدم المهنية والاستخفاف بالعقول، خلال إخفاء الأسباب الحقيقية للحجب.
كان الناس سيتفهمون لو قالت الهيئة مثلا: إن هدف الحجب "أمني"، وسيستوعبون –دون تفّهم- لو بررته أيضا بخشيتها من تأثير هذه الخدمة المجانية على عوائد شركات الاتصالات المحلية.
وبحكم أنها المشرّع والمنظم لقطاع الاتصالات، رأت أنه من مصلحة شركات الاتصالات العاملة في المملكة حجب الخدمة، كي لا تتأثر إيراداتها سلبا.
فات على هيئة الاتصالات أن حجب الخدمات والتطبيقات المجانية ليس حلا دائما لحماية شركات الاتصالات، إنما هي حلول مؤقتة، ولا مناص من فك احتكار الخدمات وتحرير سوق الاتصالات، والسماح للتطبيقات والبرامج المجانية بالعمل، لتحفيز الشركات على المنافسة وتطوير أعمالها بما يوائم حاجات العملاء. إن لم يكن باختيارها اليوم، فستجد نفسها غدا مرغمة بتأثير من التطور السريع في عالم التقنية والاتصالات.
إن لم نستوعب دورس الماضي، فسيأت يوم نضحك فيه على مثل هذا الحجب، كما نضحك الآن على أيام خوالي كنا نشتري فيها أرقام الجوال بـ10 آلاف ريال، وهو الذي يقدم لنا اليوم مجانا، ومعه رصيد مجاني!
الوطن آون لاين
أضيف بتاريخ :2016/02/11