المشروعية بين داعش والحشد الشعبي
عبدالوهاب جابر جمال
انتشرت في الأيام الماضية بين من يعتبرون أنفسهم بالمثقفين و الأكاديميين والنخب ظاهرة مقارنة بين الحشد الشعبي العراقي و تنظيم داعش الإرهابي ، وانتشرت هذه الظاهرة بشكل ملحوظ خصوصاً في المجتمع الخليجي .
ويقوم من يتبنا هذا الأمر بطرح فكرة بأن الحشد الشعبي و داعش يقومون بنفس الفعل "الإجرامي" ويحملون نفس الأهداف لكن الأمر المختلف بينهم هو انتمائهم المذهبي !!
هنا ومن خلال هذه المقالة سأقوم بتفنيد هذه المزاعم بعدة نقاط سأسلط عليها الضوء من باب التذكير فكلنا رأينا هذه الفترة وعشناها :
1 - الأساس والهدف من التأسيس :
- داعش تأسس لهدف إقامة "الدولة الإسلامية" المزعومة واحتلت عدد من المناطق والمدن في سوريا والعراق لإقامة مشروعهم هذا.
- الحشد الشعبي تأسس لهدف تحرير مناطق العراق وإيقاف تمدد "داعش" ومنعه من تحقيق هدفه في العراق.
2 - المكونات المنظوية تحت التشكيل :
- داعش ينظم تحته عشرات الآلاف من الأشخاص ممن هاجر من دول مختلفة واستقر في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا والعراق والتي يطلقون عليها "أرض الخلافة" أو " الدولة الإسلامية".
- الحشد الشعبي ينظم تحته عشرات الآلاف من العراقيين بمختلف تياراتهم السياسية ومناطقهم وأقاليمهم .
3- الطائفة التي ينتمي إليها التنظيم :
- يزعم تنظيم داعش زوراً وكذباً بأنه ينتمي للطائفة السنية الكريمة ( رغم أن رموز وكبار علماء الأمة يرفضون هذا الأمر ).
- الحشد الشعبي ينتمي له السنة والشيعة والأكراد ومختلف فئات الشعب العراقي (رغم ما يشاع أنه شيعي بحت).
4- العمليات التي يقوم بها التنظيم :
- داعش يقوم بعمليات نحر وتفجير مساجد وحسينيات وتهجير و قتل كل من يختلف معه من مدنيين و عسكريين أطفال ونساء ، ويعترف بل ويتفاخر بعملياته الإجرامية ويتبناها بشكل رسمي أمام الأعلام من خلال إصدار بيانات رسمية موقعة باسم التنظيم.
- الحشد الشعبي يقوم بعمليات ضد داعش ويقوم بتأجيل أو إلغاء العديد من العمليات التي يصادف أن يكون هناك مدنيين بنفس المكان ( رغم محاولة البعض بالقيام ببعض العمليات المشبوهه ليتهم بها الحشد ).
5- الانتماء السياسي والقانوني :
- داعش لا يعترف بقوانين أي بلد يدخل به و يعلن بانه يبايع أبو بكر البغدادي كخليفة للمسلمين وقائد ومرشد لهم.
- الحشد الشعبي يعتبر أحد الأجنحة العسكرية التابعة للدولة العراقية و معترف به من قبل الحكومة وينضوي تحت قيادة وإشراف القائد العام القوات المسلحة العراقية.
6- مصدر الدخل والتمويل :
- داعش يعتمد على بيع النفط المسروق من سوريا والعراق بالإضافة إلى التبرعات والدعم التي يتلقاها من بعض الأجهزة الإستخباراتية والمتشددين.
- الحشد الشعبي يعتمد على الدعم الحكومي العراقي حيث خصصت الحكومة مبلغ من ميزانية الدولة ليدفعها كرواتب لمقاتلي الحشد بالإضافة إلى تبرعات من قبل الشعب العراقي.
7- الأرض التي يقاتل عليها :
- داعش يقاتل على أراضي في سوريا والعراق وقام بالكثير من العمليات في مختلف دول العالم.
- الحشد الشعبي يقاتل بكل الأراضي التي يحتلها داعش في العراق ليحررها (كردة فعل) ويعيد أهلها إليها ، أكانت هذه الأرض ذات أغلبية سنية أم شيعية بلا فرق.
وهناك الكثير من الأمور التي نستطيع طرحها لنبين مدى الظلم والزيف الكبير الذي يقوم به البعض من خلال المقارنة الظالمة بين هذين التنظيمين "النقيضين تماماً".
وأما عن سبب قيام هؤلاء "النخب" بهذه المقارنة الظالمة هي سبب من عدة أسباب ، فأما أنهم يريدون أن يتستروا على الجرائم التي يقوم بها تنظيم داعش الإرهابي ويريدون القول إن الطرف الأخر أيضاً مجرم وإرهابي !! أو لكي يقولوا أن هناك إرهابيين من كلا الطائفتين "الشيعة والسنة" لأنه وللأسف يعتبر أن داعش هم من السنة و الحشد الشعبي من الشيعة وليقول إن الإسلام لا يصلح للقيادة والعمل السياسي وليصور أن الخلاف بينهم خلاف طائفي "اجرامي"!!.
إذاً ومع هذه المعطيات تتضح المشروعية التي يتحلى بها الحشد الشعبي في مقابل داعش هذه البؤرة الإرهابية التكفيرية ويتضح أن المقارنة بينهم ظالمة ومجحفة ولا يتقبها لا عقل ولا منطق .
أضيف بتاريخ :2016/03/07