آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الوهاب جمال
عن الكاتب :
كاتب وناشط كويتي

الكويت والأزمة الحقيقية


عبدالوهاب جابر جمال ..


تعيش الكويت حالياً في حقبة زمنية صعبة لا تُحسد عليها ، حقبة مليئة بالأزمات والصراعات الداخلية رغم ما يبثه الإعلام الرسمي والقريب منه من صور مشرقة وايجابية ومهرجانات وأوبريتات غنائية .

فالكويت باتت تنتقل من أزمة إلى أزمة دون أي تحرك جدي من الحكومة ومجلس الأمة ، ودون أي حل جذري ورؤية واضحة لحل هذه المشاكل والأزمات التي تتراكم يوماً بعد يوم ، والتي بات المواطن يستشعرها يوميا.

فعلى سبيل المثال لدينا ومنذ سنوات طويلة أزمات ومشاكل حقيقية وكبرى يراها الجميع وتبرز للجميع بشكل متواتر وباتت محور حديث الجميع بمختلف انتماءاتهم وفئاتهم العمرية .

فمنها أزمة عنصرية ، عرفت بأزمة البدون ( وتداعياتها)  والتي تشتد خطورتها في شتى مجالات الحياة يومياً دون رغبة حكومية جادة وواضحة لحلها .

كما أننا نعيش أزمة رياضية ، بسبب صراعات الأقطاب الرياضية إلى أن وصلن بنا الحال إلى الوقف الرياضي ، وحرن شبابنا من المشاركة في المحافل الدولية ، على الرغم من أن الرياضة هي المتنفس الأبرز للشباب الذين هم عماد المجتمع .


مروراً بالأزمة الإسكانية والتي أصبح كل مواطن يتحسر عليها ، حيث أن الدستور قد كفل له حق السكن واجبر الحكومة على توفير (سكن) لكل مواطن بعد ٥ سنوات من زواجه إلا أنه أصبح ينتظر ما يقارب ال٢٠ سنه ليستلمه ، كما أننا بتنا نرى (بعد أن وعدت الحكومة بحل المشكلة) أننا دخلنا في مشكله أخرى وهي مشكلة البيوت المتهالكة والتي فاحت رائحتها في منطقة شمال غرب الصليبيخات والتي فضحت الحكومة أكثر  .

أما مشكلة الوطن الأبرز حالياً هي مشكلة الأزمة الاقتصادية ، وكيف أن الحكومة  متخبطة لأبعد الحدود ولم توجد رؤية اقتصادية لحلها ، ولم ترى حل لها سوى جيب المواطن ووقف الدعوم ورفع أسعار الكهرباء وغيره (وكأن الحكومة تريد معاقبة المواطن بسبب فشلها هي) .

فإلى متى سنستمر بهذا الوضع دون رؤية وحل جذري  ؟!؟ أوليس من حق الكويت علينا كنظام وشعب أن ننهض بها و نعالج أزماتها المتتالية ؟!؟

فهنا ومن خلال هذا المقال سأضع بعض النقاط التي بإمكانها أن تساهم في حل هذه الأزمات ومنها :

- أولاً وهو الأساس : يجب أن يكون هناك رغبة حقيقة من قبل الحكومة والشعب لإصلاح الوضع القائم وإلا فلن يتغير أبداً.

- ثانياً : إقام مؤتمر وطني حقيقي (يشمل الجميع دون استثناء) يرتكز على الدستور والمشاركة الوطنية ، مماثل لمؤتمر جدة الذي أقيم في أكتوبر ١٩٩٠ أبان الغزو الصدامي الغاشم للكويت ويتركز على الإصلاح الحقيقي لازمات البلد.

- ثالثاً : وضع رؤية وطنية حقيقية وشاملة للإصلاح الجذري بعيدة عن الفئوية والطائفية والعنصرية والإنتقائية .

- مشاركة الشعب ممثلاً بمؤسسات المجتمع المدني في وضع الحلول التطويرية
- إدخال السباب بشكل فاعل لوضع رؤية مستقبلية للبلد.
- توقيع وثيقة وطنية إصلاحية يتبناها الجميع

والأهم من كل هذا ، يجب أن يعي الجميع (حكومة وشعب ) أن الإصلاح يجب أن يكون حلاً شاملاً ، والاعتراف أن كل هذه المشاكل وغيرها ليست مشاكل منفصلة عن بعضها ، بل هي مشاكل مرتبطة بعضها ببعض ، نتيجة لعدم وجود رؤية عمل حكومية واضحة وعدم وجود خطة تنمية قابلة للتطبيق ، فالإصلاح يجب أن يكون على مستوى البلد ككل .

وأن تم حل كل هذه المشاكل سيذكر التاريخ لنا أن في هذا العصر قد تمت النهضة"الجديدة" بالكويت

أضيف بتاريخ :2016/04/10

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد