المصلحة ما بين المعارضة والموالاة ؟!
عبدالوهاب جابر جمال ..
المتابع الحقيقي للواقع السياسي في الكويت منذ سنوات ، وبشكل واضح منذ سنة ٢٠٠٩ ، يرى بأن الشعب والنواب والتيارات السياسية انقسموا إلى ٣ أقسام هم:
– الموالاة (الحكومي)
– المعارضة المتشددة (الانتقامية)
– المعارضة الرشيدة
وهنا سأمر مرواً سريعاً حول كل قسم لأبين المعنى السياسي له :
أولاً : الموالاة وهم الفئة أو الجماعة التي لا ترى أمامها أي خطأ للحكومة أو النظام السياسي في البلد ، وأن رأته أحياناً فأنها تغض الطرف عنه لأسباب تراها أهم (كالمكاسب الشخصية و انجاز المعاملات والمناصب ) ، ودائماً نرى أن هذه الفئة تندفع باتجاه الدفاع المستميت عن الحكومة إلى أن تصبح (ملكية أكثر من الملك) ، وبالطبع هذه الفئة لا تخدم البلد بل تخدم نفسها ومصالح “ومن يعز عليها” .
ثانياً : المعارضة المتشددة أو الانتقامية وهي الفئة أو الجماعة التي تجيز ضرب الفريق المخالف بكل السبل المشروعة وغير المشروعة البعيدة عن الأخلاق والقيم ، ودائماً ما ترى أن الحكومة أو السلطة على خطأ وأنها مقصرة تجاه البلد و تنتهج هذه المعارضة في تحركاتها أسلوب (الغاية تبرر الوسيلة) فمثلاً حتى لو كانت مصلحتها أن تخوض في إثارة الفتن الطائفية وتستورد الأزمات الخارجية للكويت لفعلت ، وهذه الفئة أيضاً لا تخدم البلد بل تزيد من حدة الصراع والخلاف وفي اغلب الأحيان لا تحقق ما تريد بل تجد أمامها حائد كبير لا يمكنها تجاوزه . وبطبيعة الحال هذه المعارضة لا تمتلك برنامج عمل سليم بل أغلب تحركاتها تأتي كردات فعل على الحكومة .
ثالثاً : المعارضة الرشيدة وهي الفئة أو الجماعة التي تعتبر العين الثالثة في أي قضية أو خلاف ، ولا ترهن نفسها ومواقفها لا لرأي الحكومة أو المعارضة المتشددة ، و تستطيع قراءة الرأي السديد لأي قضية أو قانون أو اقتراح يتم تقديمه من أي طرف ( معارض كان أم موالي) وتتخذ الرأي لما يوافق الدستور والقانون و مصلحة البلد لأن رأيها بعيد كل البعد عن التنفيع والمصلحة الشخصية الضيقة ، وتعتبر هذه المعارضة صمام الأمان الحقيقي لأي دولة حيث تمنعها من الانزلاق إلى الهاوية في كثير من الأحيان ، عن طريق وضع اليد على الجرح وفق ما تملك من أدوات وفرص متاحة لها ، وتمتلك هذه المعارضة لبرنامج عمل واضح قابل للتطبيق .
وهذه الأقسام الثلاث يجب أن ينظر لها الشعب بعين وطنية واعية تضع مصلحة الكويت فوق كل اعتبار ، ليحدد أي من هذه الأقسام يريد و يرغب بالذات مع ما تمر به الكويت والمنطقة من مشاكل وأزمات متتالية ، خصوصاً وأن (القسمين الأول والثاني ) سينشطون خلال هذه السنة و سيكثر نشاطهم كلما اقتربت الانتخابات .
أضيف بتاريخ :2016/06/08