د. حسن مرهج

  • سورية إلى أين؟

    إن المتابع للشأن السوري و تداعياته على الصعيدين السياسي و الميداني ، يدرك بأن انتصار الأسد حتمي ، و لنبتعد عن التحليل العاطفي انطلاقا من حرصنا على سوريا الدور و الموقع ، و لنذهب إلى الاعترافات التي تنشرها تباعا مراكز الأبحاث الغربية ، ففي الوقت الذي تعترف به هذه المراكز بأن الرئيس بشار الأسد انتصر استراتيجياً ، و قد قلنا هذا الأمر منذ 9 أشهر تقريباً ومباشرة بعد العمل بـ استراتيجية الأسد السياسية و الميدانية ، وفي الوقت الذي تنصح به المخابرات الأميركية وتوحي لكل من يستمع إليها بأن عليه أن يبدأ بالتعامل مع فكرة انتصار الرئيس الأسد وبقائه في الحكم لأن الشعب يريده ، وفي الوقت الذي باتت دول من مكونات جبهة العدوان تتحسس رقابها خوفاً من أن يعود إليها إرهابيوها الذين صدّرتهم إلى سورية ، لأن عودتهم باتت احتمالا قائماً إذا لم يقتلوا في الميدان أو يستسلموا، نجد أن سورية تسير بخطى ثابتة إلى النصر ، بل أكثر من ذلك فإن سورية تعود و بقوة إلى دائرة التأثير الإقليمي و الدولي ، كذلك يمكننا القول بأن الوضع الداخلي بات يشهد تحسنا على الأصعدة كافة ، كنتيجة حتمية بعد خروج سورية منتصرة من حرب عدوانية ، كل هذه المعطيات تقودنا إلى سؤال محوري ألا و هو ، سورية إلى أين ؟ ..

  • “الناتو العربي” حقبة أمريكية جديدة لقيادة الأزمات..

    يبدو أن قمة هلسنكي التي جمعت الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين و الأمريكي دونالد ترامب ، لم تكن إلا ترجمة لانتصار روسيا في ملفات الشرق الأوسط السياسية و الميدانية ، لكن ما يخبئه ترامب ليس بالضرورة أن يبوح به ، خاصة أمام بوتين المنتصر في سوريا، هي حقيقة يدركها ترامب و بيادقه في المنطقة، و بالتالي لابد من إستراتيجية تكون سبيلا لخلق المزيد من التوترات في المنطقة ، لتتمكن واشنطن من العودة للإمساك بملفات الشرق الأوسط الأكثر حساسية، و التي تؤدي إلى إحداث ضغط و توتر يسلب مفاعيل الانتصار الروسي في المنطقة، و يجعل من المحور الروسي يتخبط في الإستراتيجية الأمريكية الجديدة، و بطبيعة الحال هي إستراتيجية تستهدف إيران عبر روسيا، و بهذا سيتم تمرير ملفات واشنطن في المنطقة لجهة احتواء روسيا و مقايضاتها.