العراق: شيء أسمه القيادة الجماعية
” القيادة الجماعية ” مصطلح استعمل كثيراً ، والغريب أن أكثر من دعا إليه وطرحه، هم الذين يعملون على الضد منه تماماً ، وللأحزاب الشمولية باع طويل في استهلاك هذا المصطلح، واستغلاله على غير النحو المراد منه ، لكنها أبداً لم تعتمده قط في مجرى عملها ونشاطها . دائماً استعمل كمصيدة لاصطياد السذج ، وسريعي الاقتناع ، ولتبرير وتمرير أكثر القرارات والإجراءات فردانية ، باسم القيادة الجماعية هيمن خروتشوف، ومن جاء من بعده، وباسمها وباسم المبادرة الكبرى تسلط ماو على رقاب الحزب والدولة، ومن ثم عصابة الأربعة فيما بعد ، وباسمها زاولت الأحزاب الشمولية تغولها على الناس ، وسحق إرادتها ، اللجان المركزية بمقابل القيادات القطرية ، والمكاتب السياسية بمقابل القيادات القومية ، وبدلاً من إرادة الشعب أحلوا مصطلح إرادة القيادة ، وقرار القيادة ، ورأي القيادة . لقد فرّخت الأحزاب الشمولية فراعنه بأحجام مختلفة ، من الفرعون الأكبر ، الذي يمثله الأمين العام ، أو سكرتير اللجنة المركزية ، إلى الفراعنة الأقل حجماً وصولاً إلى الفراعنة الأقزام .
المزيد