ما الفرق بين المشاعر والأحاسيس؟
موضوعنا اليوم يتعلق بقضية ترتبط بفلسفة السلوك وخلفياته، ليس في الثقافات المختلفة، بل في جنس الإنسان بالمجمل. ومن أجل فهم السلوك البشري يسعى عدد من الباحثين إلى تجاوز المشاعر، لكن ذلك الأمر غير ممكن موضوعيًا؛ فالسلوك والعقل، وكذلك الوعي واللا وعي، والدماغ الذي يولدها جميعًا، لا يبدي أسراره إلا إذا جرى تناول المشاعر، وكل ما يرتبط بها من ظواهر تتأثر بعوامل متعلقة بها. على أن مناقشة موضوع المشاعر يعيدنا إلى قضية الحياة والقيم، فهي تتطلب استعراض المكافأة والعقاب، والدوافع والمحفزات، وأخيرًا الأحاسيس. وبالطبع، تتضمن دراسة شؤون المشاعر بحثًا في المسائل الشديدة التنوع من أجل تنظيم الحياة المنطلقة من الدماغ، لكنها مترسخة لا شعوريًا من خلال مبادئ وأهداف تسبق نشاطات الدماغ؛ وهي في أغلبها تشتغل آليًا، وبطريقة عمياء، حتى تصبح معروفة للعقل الواعي على صورة أحاسيس.
المزيد