ويسألونك عن غزة
في كل مرة تتدهور فيها المعنويات وتهبط نسبة التفاؤل تظهر علينا حركتي المقاومة في غزة وفِي جنوب لبنان بعمل يعيد الثقة بالنفس ويُحي الأمل في الروح. وهذا ليس كلاما عاطفيا أو إنشائيا، وإنما حقيقة تتأكد يوما بعد يوم. فبعد تواتر وتكاثر الأخبار عن التطبيع مع إسرائيل وبصور مختلفة، و كلها تشير إلى نجاح إسرائيلي كبير، ليس في إدامة تواصل أو علاقات بين بعض الحكومات العربية وإسرائيل، لأن هذه العلاقات لم تنقطع منذ عام 1948، بل قبل ذلك، ولكن في الإعلان الصريح عن هذه العلاقات والتبجح بها، و كأنها أمرا طبيعيا ومطلوبا، والأخطر من ذلك هو نقل التطبيع إلى المستوى العام في محاولة لتطبيع الذهن الشعبي وجعله مستعدا لقبول إسرائيل في الوسط الاجتماعي العربي. وأخيرا وليس أخرا العمل على جعل إسرائيل جزءا لا يتجزأ من النظام الإقليمي والأمني العربي، معتقدين أن إسرائيل ستوفر لهم الحماية والدعم والبقاء في الحكم. كما أن حقيقة أن تسبق حملة التطبيع هذه موعد الإعلان عن، أو محاولة فرض (صفعة القرن) على الفلسطينيين أولا وبضغط عربي كبير ثانيا لابد وأن تقود إلى ربط كل هذه الأمور مع بعضها البعض للتوصل إلى نتيجة مأساوية مفادها أن هناك محاولة جادة لإجبار العرب على أن ينسوا شيئا اسمه فلسطين والحقوق الفلسطينية والأراضي المحتلة وحق عودة الفلسطينيين إلى أرضهم الذين أُجلوا عنها بإرهاب العصابات الصهيونية. ويمكن القول وبكل أسف أنه لو كان الأمر متروكا للأنظمة العربية اليوم لٓمٓرٓت كل هذه المشاريع بسهولة ويسر كبيرين، إلا أن من نِعٓم الله على هذه الأمة أن قيض لها من أبناءها من ظل صامدا و متحسبا ومؤمنا بقضاياها و بوعد الله لها بالنصر الأكيد.
المزيد