أنواع القرحات
عبدالعزيز المحمد الذكير ..
قرأتُ حكمة طبيّة تقول: سبب قرحة المعدة ليس ما تأكل.. بل ما يأكلك.
أذكر تلك الحكمة وغيرها عندما أُحس أن مواطنا سعوديّا مؤهلا رمته الدنيا في خضم معمعة إدارية وجد فيها رئيسهُ المباشر لا يفهم من العمل شيئا ويستعين بآخر أجنبي ليُلقنه ماذا يفعل عندما يواجه مصاعب إدارية تتطلب قرارا عاجلا.
يكون من السهل على "المدير" من أهل البلد توظيف كفاءة أجنبية ليقول له ماذا يعمل، بدلا من ترقية مواطن من جهازه إلى مستوى أعلى، خصوصا من سبقوه في العمل والخبرة والعطاء والتجربة.
قتل الكفاءة المحلية ليس فقط بطردها بل بإبقائها تحت رحمة مدير يرى في المستشار غير الوطني معجزة العصر ويأخذ منه إلْهامهُ.
هذه هي "القرحة" الذهنية التي تأكل وتشرب مع الموظف المحلي المتطلّع إلى إحلال نفسه محل المستقدمين.
يؤسفني أن يكون هذا الوضع في مؤسسات حكومية، وكأن مسوغات تأسيسها تحمل شفرة مكتوبة بالحبر السرّي تومي إلى الاستهزاء من فكرة توطين الوظائف التي وضعتها خطط الدولة ضمن أولوياتها.
أدعو إلى ندوة تتناول أو تعتني بهذا الأمر من أجل الخروج بتوصية علمية ومحايدة لإيقاف تفريخ تلك الظاهرة وهذه النظرة إلى الموظف المحلي.
وإليكم نقطة يمكن أن تكون محورا أو أحد الخطوط الرئيسة للجدل القائم، الذي يزداد كل يوم.
أرفع يدي بطلب الإذن بالحديث لأقول:
السيد الرئيس.. أعتقد أن من يستجير بخبرات غير سعودية، في أمر عادي لا يحتاج إلى الإبداع والخبرة، هو شخص لا يفهم في الإدارة، وجاء إلى مركزه هذا عن طريق الشللية أو "الفهلوه".. أو تطبيقا لصلة الرحم.
يرتبك أحد التنفيذيين -ممن أعرف- عندما تُوجه إليه الدعوة لإلقاء إضاءة على قضية معينة في ندوة أو محاضرة.
يرتبط ذهنيا أو عمليا بالـ "مستشار"، ويكرهُ أن يأخذ الأخير إجازة أو أن يبتعد عنهُ كثيراً..
يواجه موظفيه عندما يحاولون تصحيح إحدى المسارات العملية بعبارة أو ترميز أجنبي (ياه ياه) وكأنه عاد من بلاد الغرب بهذه العبارة الجوفاء فقط.
ظهور ضعفه أمام غير السعوديين أمر سهل، وكشفهُ امام مواطنيه أو أمام مسؤول أكبر منه أمر غير مرغوب في حساباته.
جريدة الرياض
أضيف بتاريخ :2016/09/01