ضريبة القيمة المضافة.. وزيادة الأعباء !!
قيصر حامد مطاوع ..
أعلن مؤخراً وزير المالية السابق، الدكتور إبراهيم العساف، قبل إعفائه من منصبه، أنه سيتم وضع اللمسات الأخيرة على إقرار ضريبة القيمة المضافة، خلال اجتماع وزراء المالية بدول مجلس التعاون الخليجي بالرياض، الذي انعقد قبل أسبوعين تقريباً، ومن المتوقع أن يتم فرضها في مطلع عام 2018م.
إن ضريبة القيمة المضافة تعتبر إضافة جديدة لسلسلة الإجراءات الحكومية الأخيرة المتسارعة لزيادة دخل الدولة، والتي سبقتها زيادة تعرفة بعض رسوم الخدمات العامة مؤخراً، ورفع الدعم عن أخرى، في ظل الحديث عن قيام العديد من القطاعات الخدمية في الدولة بمراجعة رسوم العديد من خدماتها، وزيادتها مستقبلاً، واستحداث رسوم جديدة.
ونحن نقول لقطاعاتنا الحكومية العزيزة، التي أصبحت فجأة تعمل في الليل والنهار لزيادة واستحداث الرسوم بالإضافة إلى استحداث ضرائب، بأن تأخذ نفساً عميقاً وتخفف من هذه السرعة التي تقود بها، فكل هذه الزيادات قد حدثت خلال عام واحد فقط، ولم يلتقط بعض المواطنين أنفاسهم، بعد إلغاء بعض البدلات وزيادة بعض الرسوم وغيره. فالمواطن، الذي كان حتى القريب يعيش طفرة، لم يستطع أن يرتب حساباته ومصاريفه بعد خلال هذه الزيادات المتتالية، فهو لا يكاد يخرج من شيء إلا ودخل في آخر، الأمر الذي يشكل ضغطاً عليه .
من جهة أخرى، في ظل فرض ضريبة القيمة المضافة، فإن من الطبيعي أن يسأل المواطن وزارة المالية عن آلية صرف هذه الضريبة، التي سيتم تحصيلها مستقبلاً. فالضرائب التي تفرض على المواطن في الدول المتقدمة، تقوم الحكومة بإخطاره عن آلية صرفها، ليعلم أين صرفت. بل إن بعض الدول، تقوم بتقديم كشف مفصّل للمواطن عن القطاعات والخدمات التي صرفت عليها الضرائب، فهل ستقوم وزارة المالية بتقديم كشف للمواطن بآلية صرف الضرائب؟.
إن المواطن لم يكن يسأل عن العديد من المصاريف في الماضي، ولكن بعد دفعه للضرائب فإنه سيسأل عنها، وينتظر أن يحصل على إجابة وافية عليها، فهل وزارة المالية، ستقوم بالإجابة بشكل وافٍ وشفاف على استفسارات المواطن؟.
مصطلح «ضريبة» لم يعرفه المواطن من قبل، وهو مصطلح جديد عليه، وسيقوم بدفع الضريبة المطلوبة. ولكن في المقابل، هل وزارة المالية ستقوم بما ينبغي أن تقوم به عند جبايتها لهذه الضريبة ؟.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2016/11/07