لماذا يجب أن تكون إيجابيا
محمد حطحوط
كانت دراسة صادمة للمجتمع العلمي بأسره، وذلك أنها لأول مرة تثبت في المختبر الطبي أن هناك تأثيرا بين البعد النفسي وشعور الإنسان ومشاعره من جهة، وبين جسده من جهة أخرى، كما يقول دانيال جولمان في كتابه الشهير الذكاء العاطفي. دراسة بدأت عهدا جديدا من جهل الإنسان، حيث ظل الطب لعقود طويلة يفصل تماما بين الجانب النفسي والجانب الجسدي للإنسان حتى أثبتت هذه الدراسة أن بينهما ترابطا عجيبا. الذي عملته جامعة ستانفورد وأستاذ كلية الطب فيها كان بسيطا: أحضروا 40 مصابة بمرض السرطان، وقسموهن لقسمين، المجموعة (أ) والمجموعة (ب)، كلتا المجموعتين حصلت على ذات العلاج الكيماوي المتعارف عليه في علاج السرطان، نفس الروتين ونفس الإجراءات الطبية العلمية لكل مجموعة بالتساوي، ولكن المجموعة (ب) لديها لقاء أسبوعي عبارة عن دعم معنوي، وجلسات مع مصابين بالسرطان تشافوا منه في الماضي، بالإضافة لدعم نفسي وروحي للإيجابية في حياة الإنسان.
كانت النتائج صادمة بحق، حيث ماتت كلتا المجموعتين في نهاية المطاف، لعدم تقدم الطب وقتها في علاج المرض، ولكن: المجموعة (أ) والتي حصلت فقط على العلاج الكيماوي، معدل النجاة كان 20 شهرا، بينما المجموعة (ب) معدل النجاة كان 40 شهرا! وإذا كان ذلك مؤثرا وهي مجرد (سواليف) القاسم المشترك بينها أنها إيجابية، فدون شك أن من يقرأ القرآن بنية الشفاء سيكون له تأثير في حالته الصحية، بالإضافة لأخذه للعلاج الطبي الحديث والعمل بالأسباب.
وهذا يثبت أن عقلية (أمر المؤمن كله خير) تمنح الجسم قوة وتزيد من مناعة الجسد، في مقاومة الأمراض، وتأتي أهمية التفكير الإيجابي والتفاؤل عندما يجد الإنسان نفسه محاطا بسلسلة من السلبيين! السلبيين الذين يتقنون قتل اللحظات الجميلة.. مشهد الغروب الأخاذ في عين إنسان سلبي، سيغيب بعد قليل! في كل خطوة إيجابية، وفي كل لحظة جميلة سيبتكر الإنسان السلبي ألف عذر وألف وسيلة لتنكيد لحظتك، وتنغيص حياتك!
الوعي الذاتي بأهمية التفاؤل والأمل في حياتنا هو الخطوة الأولى في الطريق الصحيح. الوعي في الابتعاد عن كل سلبي حولك، وأن تفر منه فرارك من الأسد، وهو ذات الوعي الذي يجعلك تبحث عن عقليات متفائلة تمنحك طاقة في لحظة إحباط ولحظة معاناة. الأمل هو من يمنحك الطاقة لمواصلة المسير، لأن هناك صوتا بداخلك يصيح بك أن لا تتوقف.. أن لا تترك المسير.. أن لا تستمع للمخذلين، وأن لا تقع ضحية لبنيات الطريق. تفاءل في حياتك.. تر العالم جميلا.
• ترابط عجيب بين الجانب النفسي والجانب الجسدي للإنسان.
• لا شك أن من يقرأ القرآن بنية الشفاء سيكون له تأثير في حالته الصحية.
• الوعي الذاتي بأهمية التفاؤل والأمل في حياتنا هو الخطوة الأولى في الطريق الصحيح.
• الأمل يمنحك الطاقة لمواصلة المسير.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2017/10/18