د. سعيد الشهابي

  • سراب الانفراج العربي مع تعمق الاحتقان

    د. سعيد الشهابي .. يندر أن تتزامن تطورات «ايجابية» أربعة على صعيد العالم العربي في أسبوع واحد. هذا ما حدث الأسبوع الماضي. فماذا تعني؟ وهل يمكن اعتبارها بداية للخروج من النفق المظلم الذي دخلته شعوب المنطقة بعد ضرب ثورات الربيع العربي؟ فبرغم استمرار الشد والجذب على صعدان شتى ذات علاقة بالشرق الأوسط، حدث ما لم يكن في الحسبان.

  • تحديات كبيرة أمام الإخوان المسلمين

    د. سعيد الشهابي .. جماعة «الإخوان المسلمين»، الأقدم من بين المشاريع الهادفة لإقامة الحكم الإسلامي، تعيش ظروفا صعبة تهدد بالمزيد من التداعي في كيانها. وهذه الظروف متعددة بتعدد مواقع الحركة في البلدان التي تعمل فيها. ففي مصر تواجه مصاعب تختلف عنها في سوريا أو الأردن أو اليمن أو المغرب أو السودان. يضاف إلى ذلك ما يسود من لغط في أوساطها، سواء حول تاريخ التأسيس والنشأة، أم دورها في عالم اليوم، أم عن مدى قدرتها على استيعاب الأجيال الجديدة، أم على ظروف مشاركاتها في الحكم، ومدى نجاح تجاربها أو إخفاقها.

  • الساسة يشعلون الحروب والشعوب تدفع الثمن

    د. سعيد الشهابي .. يؤكد التاريخ البشري أن الصراعات المسلحة في الأعم الأغلب يقررها «الكبار» ويدفع «الصغار» ثمنها. والأثمان هنا مرتفعة جدا، فهي ليست مادية فحسب، بل بشرية وإنسانية وأخلاقية. يصدق هذا الادعاء على الحروب التي حدثت ماضيا وتلك التي شهدها العالم في العصر الحاضر. ونادرا ما تستفتى الجماهير لإبداء رأيها حول إشعال النزاعات المسلحة، فهو قرار تتخذه النخب الحاكمة

  • أسلحة الدمار الشامل تنتقل من الدول إلى المجموعات المسلحة

    د. سعيد الشهابي .. أسلحة الدمار الشامل كان العنوان الأساسي الذي استخدمته الولايات المتحدة وبريطانيا لشن الهجوم على العراق في 2003 الذي اسقط نظام صدام حسين. ولكن ثبت لاحقا أن العراق لم يكن يمتلك تلك الأسلحة وأنه قام بتدميرها بإشراف فرق التفتيش التابعة للأمم المتحدة ابتداء من العام 1993. هذه الأسلحة تشمل وسائل القتل الجماعي التي لا تميز بين البشر وتقتل من المدنيين عادة إضعاف ما تصيب من العسكريين. وفي الحرب العالمية الأولى كانت الأسلحة الكيماوية من أبشع ما استخدم فيها، ولم تمنع الخنادق التي حفرها الجنود على طرفي الصراع من قتل الآلاف بغازات السارين والخردل وسواها.

  • مقاطع عديدة لسايكس بيكو جديدة

    د. سعيد الشهابي .. بعد مرور مائة عام على الاتفاقية المشؤومة بين الدول الاستعمارية الكبرى آنذاك، بريطانيا وفرنسا، تتواصل سياسة التقسيم والتفتيت، وتعلو أصوات التمزيق وتضخيم التباينات في أوساط امة المسلمين، حتى يبلغ الأمر أن تكون أصوات الوحدة مرفوضة يتعرض أصحابها للسخرية والتنكيل. وما أن يظهر قادة يرفعون شعار الوحدة حتى يتعرضوا لأبشع أشكال المواجهة والتنكيل.

  • بريطانيا بين مجد الماضي وحقائق الواقع

    د. سعيد الشهابي .. فجأة تمت الإشارة بالبنان إلى رئيس الوزراء البريطاني السابق، ديفيد كاميرون، كمسؤول أساسي عما وصلت إليه ليبيا من تمزق واضطراب أمني وسياسي ومركز ثقل جديد للإرهاب الذي تمثله داعش. وفي مطلع هذا العام صدر الانتقاد للسيد كاميرون من الرئيس الأمريكي الذي قال إن بريطانيا بادرت للعمل العسكري مع فرنسا ضد نظام القذافي بدون أن يكون هناك إعداد لما بعد السقوط، الأمر الذي دمر ليبيا وساهم في توسع ظاهرة الإرهاب.

  • الغرب يضرب «الديمقراطية الليبرالية»

    د. سعيد الشهابي .. هل يمكن اعتبار الديمقراطية في شكلها الغربي ذروة عطاء الفكر السياسي البشري كما قال فرانسيس فوكوياما قبل ربع قرن؟ وهل يمكن القول بإن التجربة البشرية وصلت بذلك إلى ما يمكن اعتباره «نهاية التاريخ»؟ يصعب تقديم إجابة حاسمة لهذا التساؤل. فقد جاءت نظرة الرجل في ذروة التطورات السياسية التي حدثت آنذاك وأدت لانتهاء الحرب الباردة. فقد خرج السوفيات من أفغانستان،

  • الأمة بين إقامة جسور التواصل وبناء جدران العزل

    د. سعيد الشهابي .. الوحدة قيمة مقدسة لدى العقلاء، بينما الفرقة مذمومة وكذلك البغض والتناحر. وبرغم تباين الأعراق والثقافات لا يعدم البشر أسباب التقارب في ما بينهم، ابتداء بأبسط ظاهرة في المجتمع الإنساني، وهي الزواج وصولا إلى رغبة الأفراد والشعوب في تقارب شعوبهم وأممهم وتوحدها. ولذلك اعتبر القرار البريطاني بالخروج من أوروبا خارج المألوف والمقبول لدى الكثيرين، وأن كانت له أسبابه ودوافعه.

  • معارك الغرب مع الإسلام من الحجاب إلى النقاب إلى البوركيني

    د. سعيد الشهابي .. قد لا يبدو للبعض أن إجبار امرأة مسلمة على خلع لباسها الشرعي أمام الآخرين قضية كبيرة أو أنها عنوان لمشكلة أخلاقية وقيمية كبرى مختزنة في اللاشعور لدى «العالم الحر»، إلا أن مدلولاتها لا يمكن التقليل منها، خصوصا في مرحلة تتطلب من الحريصين على أمن العالم واستقراره تعاونا وتقاربا واعترافا حقيقيا متبادلا بالوجود. وحين أقدمت الشرطة الفرنسية على إجبار امرأة مسلمة في منتصف العمر على خلع لباس السباحة الذي تعتبره «ضرورة شرعية»

  • الانقلاب العسكري الفاشل يغير المسار التركي

    د. سعيد الشهابي .. مضماران متوازيان يمثلان مسار ظاهرة الإرهاب المتجسد بأبشع صوره في الوقت الحاضر بتنظيم داعش: سياسي وعسكري. وفيما يتبادل المتحاربون في سوريا والعراق المواقع، مع ترجيح طفيف لصالح حكومتي البلدين، يتواصل السجال السياسي خارج حدود الشام ابتداء بدول الجوار وصولا لمضامير التنافس على أعلى منصب في العالم، رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.

  • الدورة الأولمبية والصراع لتهميش دور الإنسان

    د. سعيد الشهابي .. الألعاب الأولمبية التي افتتحت دورتها الحادية والثلاثين بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية الأسبوع الماضي تعتبر الحدث الرياضي الدولي الأكبر بعد كأس العالم، الذي يعقد بانتظام مرة كل أربع سنوات وتحظى باهتمام رياضي وسياسي واقتصادي واسع. ونظرا لجذورها التاريخية المرتبطة بالتاريخ اليوناني القديم فان استمرارها طوال هذه القرون يعتبر انجازا إنسانيا كبيرا، ويوفر مثالا حيا لقدرة البشرية على التقارب والتفاهم في كافة الميادين، ومنها الرياضة.

  • الغرب يدفع ثمن تناقضاته الأخلاقية والسياسية

    د. سعيد الشهابي .. يمر العالم اليوم بمرحلة تعاني دوله فيها من الضعف على صعدان شتى: بنيوية وسياسية وأخلاقية. ينطبق هذا القول على دول الغرب، كما على دول العالمين العربي والإسلامي. وهذا الضعف من بين أسباب حالة الاضطراب الأمني والسياسي التي تعم العالم. وهي حالة ليست عفوية، بل هي جزء من مشروع إقليمي ودولي خرج عن سيطرة مخططيه وأصبحت السيطرة عليه بأيدي منفذيه. فقبل عشرة أعوام كان العراق وحده الذي يعاني من ذلك الاضطراب بعد سقوط نظام صدام حسين، لكن هذا الاضطراب انتشر في أغلب مناطق العالم.